الإسراء والمعراج

إسم الكاتب : أبو الحسن علي الرملي


  • من صحيح السيرة النبوية:

    35- الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس، ثم عروجه من هناك إلى السماوات (الجزء الأول)
    الإسراء لغة: السير بالشخص ليلاً، وقيل بمعنى سرى، وشرعاً: سير جبريل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى بيت المقدس؛ لقوله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} [الإسراء: 1] الآية.
    المعراج لغة: الآلة التي يُعْرَجُ بها، وهي المِصعد، وشرعاً: السلم الذي عَرج به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأرض إلى السماء؛ لقوله تعالى:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 1، 2] إلى قوله:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] . انتهى قاله ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على لمعة الاعتقاد.
    قال ابن كثير رحمه الله في سيرته: ذكر ابن عساكر أحاديث الإسراء في أوائل البعثة، وأما ابن إسحاق فذكرها في هذا الموطن بعد البعثة بنحو من عشر سنين. انتهى، قال الألباني رحمه الله في آخر صحيح السيرة: وهو الأظهر.
    قلت: ولا يصح شيء في تعيين السنة والشهر واليوم الذي أسري به فيه صلى الله عليه وسلم.
    وقال عبد الغني المقدسي في عقيدته: وأجمع القائلون بالأخبار، والمؤمنون بالآثار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى فوق سبع سموات، ثم إلى سدرة المنتهى، أُسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، مسجد بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السماء بجسده وروحه جميعاً، ثم عاد من ليلته إلى مكة قبل الصبح، ومن قال: إن الإسراء في ليلة، والمعراج في ليلة؛ فقد غلط، ومن قال: إنه منام وأنه لم يُسر بجسده؛ فقد كفر.

    قال الله عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}.

    وروى قصة الإسراء عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو ذر، وأنس بن مالك، ومالك بن صعصعة، وجابر بن عبد الله، وشداد بن أوس، وغيرهم، كلها صحاح مقبولة مرضية عند أهل النقل، مخرجة في الصحاح. انتهى كلامه رحمه الله.
    والأخبار في هذه القصة كثيرة سنذكر منها بعض ما في الصحيحين ما يحصل به المقصود إن شاء الله.


    كتبه أبو الحسن علي الرملي

    16 / 6 /1440 هجري

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم