31- مخالفة قبائل قريش بني هاشم وبني عبد المطلب الجزء الثاني


  • 31- الجزء الثاني من فصل في ذكر مخالفة قبائل قريش بني هاشم وبني عبد المطلب في نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما:

    (أن أبا معيط كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم بـ (مكة) لا يؤذيه وكان رجلاً حليماً، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه، وكان لأبي معيط خليل غائب عنه بالشام، فقالت قريش: صبأ أبو معيط

    وقدم خليله من الشام ليلاً، فقال لامرأته: ما فعل محمد مما كان عليه؟ فقالت: أشد مما كان أمراً. فقال: ما فعل خليلي أبو معيط؟ فقالت: صبأ

    فبات بليلة سوء، فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية. فقال: مالك لا ترد عليّ تحيتي؟ فقال: كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت؟

    قال: أوقد فعلتها قريش؟ قال: نعم.

    قال: فما يبرئ صدورهم إن أنا فعلت؟

    قال: تأتيه في مجلسه وتبزق في وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم.

    ففعل، فلم يزد النبي صلى الله عليه وسلم أن مسح وجهه من البزاق ثم التفت إليه فقال: (إن وجدتك خارجاً من جبال (مكة) أضرب عنقك صبراً)

    فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج

    فقال له أصحابه: اخرج معنا

    قال: قد وعدني هذا الرجل إن وجدني خارجاً من جبال (مكة) أن يضرب عنقي صبراً، فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليه.

    فخرج معهم، فلما هزم الله المشركين، وحل به جمله في جدد(1) من الأرض، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيراً في سبعين من قريش، وقدم إليه أبو معيط، فقال: تقتلني من بين هؤلاء؟ قال: (نعم بما بزقت في وجهي).

    فأنزل الله في أبي معيط:{ ويوم يعض الظالم على يديه} إلى قوله: { وكان الشيطان للإنسان خذولاً} [الفرقان: 27 - 29]

    أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في (الدلائل) بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس كما في (الدر المنثور) (5 / 68) انتهى باختصار من صحيح السيرة النبوية

    ـــــــــــــــــــــ

    (وَحَلَ) فِي حَدِيثِ سُراقة «فَوَحِلَ بِي فَرسِي وَإِنِّي لَفِي جَلَدٍ مِنَ الْأَرْضِ» أَيْ أوْقَعَني فِي الوَحَل، يُريد كَأَنَّهُ يَسير بِي فِي طِينٍ، وَأَنَا فِي صُلْبٍ مِنَ الْأَرْضِ.

    وَمِنْهُ حَدِيثُ أسْرِ عُقبة بْنِ أَبِي مُعَيط «فوَحِل بِهِ فَرسُه فِي جَدَد مِنَ الْأَرْضِ» قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «الْوَحَلُ بِالتَّحْرِيكِ: الطِّينُ الرَّقِيقُ. والْمَوْحَلُ، بِالْفَتْحِ: المصْدر، وَبِالْكَسْرِ: الْمَكَانُ.

    والْوَحْلُ بِالتَّسْكِينِ لُغَةٌ رَديئة. ووَحِلَ، بِالْكَسْرِ: وَقَع فِي الوَحَل. وأَوْحَلَهُ غَيْرُهُ»، إِذَا أوقَعَه فِيهِ.

    وَالْجَدَدُ: مَا اسْتَوَى مِنَ الْأَرْضِ. انتهى من النهاية في غريب الحديث.

    كتبه أبو الحسن علي الرملي

    1 / 5 /1440 هجري

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم