• نوع الفتوى: عقيدة
  • عنوان الفتوى: ما هي البدعة
  • رقم الفتوى: 1405
  • تاريخ الإضافة: 8 رجب 1440
  • السؤال
    ما هي البدعة؟ وهل البدعة والمحدثة شيء واحد؟ ولماذا نرى من أهل السنة حرباً على البدعة ودعاتها؟
  • الاجابة

    البدعة لغة هي: ما أُحدِثَ على غير مثال سابق.

    وشرعاً هي: ما أُحدث في الدين مما لا أصل له يدل عليه؛ لأن دين الله هو دين الإسلام؛ الذي هو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، فإذا اعتقد العبد عقيدة أو قال قولاً أو فعل فعلاً تعبد به لله، ولا أصل له لا في الكتاب ولا في السنة ولا كان عليه الصحابة رضي الله عنهم؛ فهو محدث، وهو بدعة؛ والبدعة ضلالة والضلالة في النار؛ أي صاحبها، ولا فرق بين المحدثة والبدعة.

    والبدعة كبيرة من الكبائر؛ لأن من تعريف الكبائر أنها ما تُوُعِّدَ عليه بعقاب أو عذاب، فالبدعة كبيرة من الكبائر وعظيمة من عظائم الذنوب.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» أخرجه مسلم (867)، وزاد النسائي (1578): «وكل ضلالة في النار».
    وقال: «وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» أخرجه أبو داود (4607) وغيره.

    وقال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» أخرجه مسلم (1718).

    وأما لماذا يحارب أهل السنة البدع وأهلها؛ فلأن خطر البدعة عظيم، ويكمن في أنها لو سُكِتَ عنها وتوسَّعَ الناسُ في الإحداث والابتداع في دين الله؛ أدّى ذلك إلى انطماس شريعة الله واستبدالها بآراء وأهواء البشر؛ كما حصل من اليهود والنصارى، ومن الرافضة والصوفية القبورية؛ فتحوا باب الابتداع على مصراعيه، وأخذوا يستحسنون بآرائهم وعقولهم؛ حتى خرجوا من دين الله تماماً؛ فهذا هو طريق البدع، يؤدي إلى ضياع الدين وضلال الناس.

    ورحم الله السلف؛ فقد كانت نظرتهم ثاقبة؛ فكان بعضهم يقول: "البدعة بريد الكفر"، والبريد أصله الدابة التي تُحمل عليها الرسائل؛ فهي التي تُوصل الرسائل؛ فالبدعة توصل إلى الكفر؛ فالحذر الحذر من البدعة والابتداع.

    ومن هنا نجد السلف رضي الله عنهم يشددون في مسائل البدع والابتداع، وخاصة في العقيدة، ويحرصون على التحذير ممن يدعو إلى بدعة أو ضلالة؛ لأن السكوت عن مثل هذا يؤدي إلى انطماس الدين، وذهاب الحق؛ وهذا لا يجوز السكوت عليه.
    وافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم سببه الابتداع في العقائد، وكل من ترك الاتباع وقع في الابتداع ولابد، ولوجب الاتباع انظر الفتوى رقم (1433).
    وانظر كتاب الشريعة للآجري(1/ 302) و(1/ 398)، وشرح اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي (1/ 20) و(1/ 82) و(1/ 107).

    ولا تأخذك الحميّة في شخص من الأشخاص إن أحببته أو رأيت فيه شيئاً من الخشوع إن كانت فيه بدعة؛ فتدافع عنه لأنك أحسنت الظن به؛ فهذا أمر خطير، والبدعة أمرها عظيم، وغيرتك على دين الله أولى من غيرتك على فلان أو علَّان، ومحبتك يجب أن تكون لشرع الله مقدمة؛ تقدم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل شيء وعلى كل أحدٍ؛ فالمبتدع يضل الناس عن سواء السبيل، ويريد أن يفسد شريعة الله؛ فيجب التحذير منه؛ من أجل الحفاظ على شريعة الله صافية، ونصيحة للمسلمين.

    فإذا لم تبين أنت ولم أُبيِّن أنا؛ فمن أينَ يعلمُ الناسُ الحقَّ من الباطل؟!
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» أخرجه البخاري (4547)، ومسلم (2665).

    وقال صلى الله عليه وسلم: «دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: «نعم، قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» أخرجه البخاري (7084)، ومسلم (1847).

    وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من الخوارج وهي فرقة من المبتدعة: «سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً، لمن قتلهم عند الله يوم القيامة» أخرجه البخاري (3611)، ومسلم (1066). والله أعلم

     

     

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم