• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: حكم الوصال في الصيام
  • رقم الفتوى: 1688
  • تاريخ الإضافة: 8 شعبان 1440
  • السؤال
    ما هو الوصال في رمضان؟ وما حكمه ؟
  • الاجابة

     الوصال، هو صوم يومين فصاعداً من غير أكل أو شرب بينهما عمداً، وهو محرم لا يجوز.

    ويجوز الوصال إلى السَّحر مع أن الأولى تركه؛ لأن المستحب تعجيل الإفطار.

     ودليل تحريمه حديث أبي هريرة  قال: «نهى رسول الله ﷺ عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: فإنك تواصل يا رسول الله، فقال: «وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني» فلما أبَوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم ﷺ يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال، فقال: «لو تأخر الهلال لزدتكم» كالمُنَكِّلِ لهم حين أبوا أن ينتهوا »([1]).

    أي النبي ﷺ كان يريد أن يواصل بهم ويواصل ويواصل، عقاباً لهم لأنهم لم ينتهوا لما نهاههم، فأراد أن يعاقبهم على ذلك فواصل بهم يوماً ويوماً، ولكن انتهى شهر رمضان بظهور الهلال، فقال: «لو تأخر الهلال لزدتكم» كالمعاقب لهم لعدم طاعة نهيهﷺ.

    و«التنكيل»: العقوبة، وفي رواية في «الصحيح»: «أما والله لو تمادَّ لي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم»([2]).

     وفي هذا الحديث دليل على تحريم التعمق والغلو في العبادات، ويدل على أن جواز الوصال خاص بالنبي ﷺ، مع أن الأصل عموم الشريعة، وأن ما يفعله النبي ﷺ عام، فللجميع أن يتأسّى به، لذلك حين رأى الصحابة النبي ﷺ يواصل واصلوا ، لكن إذا جاء دليل يدلّ على الخصوصية فلا يجوز لأحد أن يفعله ويبقى الأمر خاصاً بالنبي ﷺ كالحالة التي معنا، والله أعلم .

    ودليل جواز الوصال إلى السَّحر قول النبي ﷺ: «لا تواصلوا»، وهذا نهي عن الوصال قال: «فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر» ([3]) مع قوله ﷺ: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»([4])، إذن يدلّ ذلك على أن الأفضل والأحسن هو تعجيل الإفطار لا الوصال، مع ذلك جائز إلى السَّحر، لكن لا يجوز لك أن تبقى صائماً إلى أن يدخل الفجر الصادق، بل يجب عليك أن تُفطر قبل دخول الفجر الصادق لليوم التالي، وبهذا الذي ذكرناه تجتمع جميع الأدلة الواردة في هذا.  والله أعلم.

    قال ابن المنذر في الإشراف (3/ 154): ثبت أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - نهى عن الوصال في الصوم.
    واختلفوا في الوصال في الصوم، فروينا عن ابن الزبير، وابن أبي أنعم أنهما كانا يواصلان.
    وكره مالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق؛ الوصال في الصوم.
    وكان أحمد، وإسحاق لا يكرهان أن يواصل من سحر إلى سحر. انتهى

    وقال البغوي في شرح السنة (6/ 263): الوصال في الصوم من خصائص ما أبيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن يصوم يومين لا يطعم بالليل شيئاً.
    وهو محظور على الأمة عند عامة أهل العلم، فإن طعم بالليل شيئاً، وإن قل، خرج عن الكراهية. وروي عن عبد الله بن الزبير، أنه كان يواصل الأيام ولا يفطر.
    وقوله: «إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني»، قال الخطابي: يحتمل معنيين، أحدهما: إني أعان على الصيام، فيكون ذلك بمنزلة الطعام والشراب لكم، ويحتمل أن يكون قد يؤتى على الحقيقة بطعام وشراب يطعمهما، فيكون ذلك كرامة له، لا يشركه فيها أحد من الصحابة، والله أعلم.انتهى 


    ([1]) أخرجه البخاري (1965)، ومسلم (1103).

    ([2]) أخرجه البخاري (7241)، ومسلم (1104).

    ([3]) أخرجه البخاري (1963).

    ([4]) أخرجه البخاري (1957)، ومسلم (1098).  

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم