• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: الوقوف عند المشعر الحرام
  • رقم الفتوى: 2780
  • تاريخ الإضافة: 11 مٌحَرم 1441
  • السؤال
    ما حكم وقوف الحاج عند المشعر الحرام إذا أصبح، بعد المبيت بمزدلفة ؟
  • الاجابة

    المَشعر الحرام: جبل صغير معروف في مزدلفة اسمه قُزَح، وعليه المسجد المبني الآن في مزدلفة.

    قال النووي في المجموع (8 / 130): ومعنى الحرام: المُحرّم، أي الذي يحرم فيه الصيد وغيره، فإنه من الحَرَم، ويجوز أن يكون معناه: ذو الحُرمة...قال العلماء: سمي مَشعراً لما فيه من الشعائر، وهي معالم الدين وطاعة الله تعالى.انتهى

    الوقوف عند المَشعر بعد الفجر هذا سنة مستحب وليس بواجب إذا بات بمزدلفة، انظر للمبيت بمزدلفة الفتوى رقم(2778)..

    يأتيه الحاجّ بعد صلاة الصبح فيصعد على الجبل، أو يقف عنده، يحمد الله ويكبره، ويدعوه رافعاً يديه إلى أن يُسفِرَ الفجرُ جداً، ويكون مستقبلاً القبلة، فإذا أسفر الفجر وقبل أن تطلع الشمس، سار بسكينة كما فعل النبي ﷺ.

    ففي حديث جابر في صحيح مسلم (1218) قال: "حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، وصلى الفجر، حين تبين له الصبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس".

    ومن ترك هذا الوقوف فلا شيء عليه، وكان وقف بمزدلفة ليلاً في أي موضع منها.

    لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وقفت هاهنا وجمع كلها موقف"(1) 

    ويطلق أيضاً المشعر الحرام على مزدلفة كلها. 

    قال ابن عثيمين رحمه الله : المشعر الحرام يراد به أحياناً المكان المعين الذي بني عليه المسجد، وهو الذي أتاه النبي عليه الصلاة والسلام حين صلى الفجر في مزدلفة، ركب حتى أتى المسجد الحرام ووقف عنده ودعا الله وكبره وهلله حتى أسفر جداً.

    والمراد بالمشعر الحرام جميع مزدلفة، أحياناً المشعر الحرم يراد به جميع مزدلفة، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وقفت هاهنا وجمعٌ كلها موقف». وقد الله عز وجل: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾.

     وعلى هذا فيكون المشعر الحرام تارةً يراد به المكان المعين الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم وهو الجبل المعروف في مزدلفة وعليه بني المسجد، وأحياناً يراد به جميع مزدلفة؛ لأنها مشعر حرام.

     وإنما قيدت بالمشعر الحرام لأن هناك مشعراً حلالاً وهو عرفة، فإنه مشعر، بل هو أعظم المشاعر المكانية، فهو مشعر لكنه حلال؛ لأنه خارج أميال الحرام، بخلاف المشعر الحرام بمزدلفة الذي يقف الناس فيه فإنه حرامٌ، ولم تُسَمَّ منى مشعراً حراماً لأنه ليس فيها وقوف، والوقوف الذي بين الجمرات في أيام التشريق ليس وقوفاً مستقلاً، بل هو في ضمن عبادة رمي الجمرات. انتهى(2) 

    قال ابن تيمية: ومزدلفة كلها موقف، لكن الوقوف عند قزح أفضل، وهو جبل الميقدة، وهو المكان الذي يقف فيه الناس اليوم. وقد بني عليه بناء، وهو المكان الذي يخصه كثير من الفقهاء باسم المشعر الحرام. فإذا كان قبل طلوع الشمس أفاض من مزدلفة إلى منى. انتهى من مجموع الفتاوى (26/ 135). 

    وقال ابن باز: ذكر الله عند المشعر الحرام سنة، فإذا تركها الإنسان فلا حرج، سنة؛ لأن الرسول أذن للضعفة أن ينصرفوا في آخر الليل، ولم يقفوا عند المشعر الحرام، بل انصرفوا من مزدلفة ولم يقل لهم: قفوا عند المشعر الحرام. دل ذلك على أنه إذا ذكر الله في منزله في مزدلفة في خيمته في طريقه كفى، ليس بلازم أن يقف عند الجبل المشعر، لو ذكر الله في مزدلفة في فراشه في مسكنه في طريقه كل ذلك طيب، هذا هو السنة.

     وإذا صعد الجبل وذكر الله عند الجبل بعد صلاة الفجر فهذا أكمل وأفضل، بعد صلاة الفجر إلى أن يسفر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف على المشعر، فلما أسفر جدًّا انصرف إلى منى، هذا هو الأفضل، لكن لو أن بعض الناس انصرف في آخر الليل ولم يقف عند المشعر فلا حرج؛ لأن الرسول أذن للضعفة ومن معهم أن ينصرفوا في آخر الليل. انتهى فتاوى نور على الدرب (17/ 426).

    وسئل ابن عثيمين- رحمه الله تعالى-: أثناء حجي هذا العام وبعد عرفة ذهبت إلى المزدلفة، ولكن نسيت أن أذهب إلى المشعر الحرام هل علي إثم في هذا؟ وإذا كان كذلك فما هي الكفارة؟

    فأجاب فضيلته بقوله: ليس عليك إثم إذا بت في مزدلفة في أي مكان منها، ولا ضرر عليك إذا لم تذهب إلى المشعر الحرام، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف في المشعر الحرام وقال: "وقفت هاهنا وجمع كلها موقف" جمع يعني مزدلفة، كلها موقف، فأي مكان وقفت فيه وبت فيه، فإنه يجزئك، والذي يظهر من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "وقفت هاهنا، وجمع كلها موقف" أنه لا ينبغي للإنسان أن يتكلف ويتحمل مشقة من أجل الوصول إلى المشعر، بل يقف في مكانه الذي هو فيه.
    وإذا صلى الفجر فيدعو الله عز وجل إلى أن يسفر جداً ثم يدفع إلى منى. انتهى من مجموع الفتاوى (23/ 88).

    ــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أخرجه مسلم (1218).

    (2)http://binothaimeen.net/content/6722

     

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم