• نوع الفتوى: حديث
  • عنوان الفتوى: صحيح الأذكار التي تقال بعد الصلاة
  • رقم الفتوى: 2897
  • تاريخ الإضافة: 7 صَفَر 1441
  • السؤال
    ما هو الصحيح من الأذكار التي تقال بعد صلاة الفريضة؟
  • الاجابة

    أجمع العلماءُ على استحباب الذكر بعد الصلاة(1)، وجاءت فيه أحاديث صحيحة في أنواع منه متعدّدة، فنذكرُ ما صح منها عندنا والله الموفق:
    1 - في صحيحي البخاري(842) ومسلم(583) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
    " كنتُ أعرفُ انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير(2) ". وفي رواية مسلم: " كنّا ".

    2 - وفي صحيح مسلم (591)، عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: " اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبارَكْتَ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرامِ ".
    قيل للأوزاعي وهو أحد رواة الحديث: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أسْتَغْفِرُ اللَّهَ.

    3- وفي صحيحي البخاري(844) ومسلم(593) عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فَرَغ من الصلاة وسلّم قال: " لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شئ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ، وَلاَ معطي لما مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذا الجَد مِنْكَ الجَدُّ ".

    4- وفي صحيح مسلم(594) عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، أنه كان يقول دُبُرَ كُلّ صَلاةٍ حين يسلم: " لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شئ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ، لا إِلهَ إِلاَّ الله وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ ولَهُ الفَضْلُ وَلَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ، لا إلهَ إِلاَّ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ ".
    قال ابن الزبير: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلّل بهنّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ.

    5- وفي صحيحي البخاري(843) ومسلم(595) عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن فقراء المهاجرين أتوْا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
    فقالوا: ذهبَ أهل الدُّثُور بالدرجات العُلى والنعيم المقيم، يُصَلُّون كما نُصلِّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجّون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدّقون، فقال: " ألا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُِمْ، وَلاَ يَكُونُ أحَدٌ أفْضَلَ مِنْكُمْ إِلاَّ مَنْ صَنَع مِثْلَ ما صَنَعْتُمْ؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلّ صَلاةٍ ثَلاثاً وَثَلاثينَ ".
    قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة: لما سئل عن كيفية ذكره؟ تَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ». وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ: يَقُولُ سُهَيْلٌ-راوي الحديث عن أبي صالح عند مسلم-: إِحْدَى عَشْرَةَ، إِحْدَى عَشْرَةَ، فَجَمِيعُ ذَلِكَ كُلِّهِ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ.
    الدثور: المال الكثير.

    6 - وفي صحيح مسلم(596)، عن كعب بن عُجْرَة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مُعَقِّباتٌ لاَ يَخِيبُ قائِلُهُنَّ -أوْ فاعِلُهُنَّ- دُبُرَ كُلّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاثٌ وَثَلاثُونَ تَحْمِيدَةً، وأرْبعٌ وَثَلاثُونَ تَكْبِيرةً ".

    7 - وفي صحيح مسلم (597) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال: " مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثاً وَثَلاثينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، فتلكَ تِسعةٌ وتِسعُونَ، وَقالَ تَمامَ المائة: لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ على كُلّ شيء قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطاياهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ "(3).

    8 - وفي صحيح البخاري(2822) عن عَمرِو بنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيَّ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ المُعَلِّمُ الغِلْمَانَ الكِتَابَةَ وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلاَةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ».

    9 - وفي سنن أبي داود(5065) والترمذي (3410) والنسائي(1348) وابن ماجه(926) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خصلتان أوْ خَلَّتانِ لا يُحافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ اللَّهُ تَعالى دُبُرَ كُلّ صَلاةٍ عَشْراً وَيَحْمَدُ عَشْراً، ويُكَبِّر عَشْراً، فَذَلِكَ خمسون ومائة باللسان(4)، وألف وخمسمائة في الميزان، وَيُكَبِّرُ أرْبَعاً وَثَلاثِينَ إذَا أخَذَ مَضْجَعَةُ، وَيحْمَدُ ثَلاثاً وَثَلاثينَ، وَيُسَبِّحُ ثَلاثاً وَثَلاثينَ فذلك مائة باللِّسانِ، وألفٌ بالميزَانِ، قال: فلقد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قالوا: يارسول الله كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتِي أحَدَكُمْ - يعني الشيطان - في مَنامِهِ، فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أنْ يَقُولَهُ، ويأتِيهِ في صَلاتِهِ، فَيُذَكِّرَهُ حاجَةً قَبْلَ أنْ يَقُولَهَا ".

    10 - وفي سنن أبي داود(1522)، والنسائي(1303)، عن معاذ رضي الله عنه، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: " يا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنّي لأُحِبُّكَ " ثم قال: " أُوصِيكَ يا مُعاذُ لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلّ صَلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبادَتِكَ ".

    11 - وفي سنن الترمذي(3503) والنسائي(1347) عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دُبر الصلاة: " اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ وَالفَقْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ ". 

    وأما حديث آية الكرسي فهو من حديث محمد بن حمير، عده بعض أهل العلم من غرائبه، فله غرائب وأفراد منكرة، ولعل هذا الذي جعل أصحاب السنن والصحاح الذين ينتقون يجتنبونه، وجعل أصحاب الغرائب والمنكرات يذكرونه في كتبهم. ولذلك تركته. 

    وتركت بعض ما اختلف فيه أهو من الأذكار التي تذكر بعد الصلاة أم من غيرها، والأقرب أنها ليست من هذا الباب. والله أعلم 

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) قاله النووي في الأذكار (ص70).

    (2) صح عن بعض السلف أنهم يكبرون ثلاث تكبيرات.

    (3) هذه التسبيحات: (سبحان الله 10، والحمد لله 10، والله أكبر 10)،و(سبحان الله 11، والحمد لله 11، والله أكبر 11)،و(سبحان الله 33، والحمد لله 33، والله أكبر 34)،و(سبحان الله 33، والحمد لله 33، والله أكبر 33، وتختم بالشهادة). وهذا من اختلاف التنوع تُنوع بعد كل صلاة تذكر نوعاً منها. وأما قولها 25 مرة فلا يصح فيها شيء، ورد عن ابن عمر وهو معل، بين علته شيخنا الوادعي في أحاديث معلة، وحديث زيد بن ثابت في سنده كثير بن أفلح مجهول لم يوثقه سوى من عرف بتوثيق المجاهيل كالنسائي والعجلي. والله أعلم 

    (4) أي إذا قلتها بعد الصلوات الخمس يجتمع لك هذا العدد.

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم