إسم الكاتب : أبو الحسن علي الرملي
من صحيح السيرة النبوية:
47- قال ابن كثير في السيرة النبوية: فصل في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه الكريمة على أحياء العرب في مواسم الحج أن يؤووه وينصروه ويمنعوه ممن كذبه وخالفه،
فلم يجبه أحد منهم لما ذخره الله تعالى للأنصار من الكرامة العظيمة رضي الله عنهم.
قال ابن إسحاق: "ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه، إلا قليلاً مستضعفين ممن آمن به.
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم، إذا كانت، على قبائل العرب يدعوهم إلى الله عزوجل، ويخبرهم أنه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به".
ثم ذكر حديث ربيعة بن عباد، ومحل الشاهد منه ضعيف، ولم يذكر في هذا الباب خبراً صحيحاً سوى حديث جابر.
عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف، فقال: «ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي» (1).
وأخرج أحمد في مسنده عن أبي الزبير، أنه حدثه جابر بن عبد الله، "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم وبمجنة وبعكاظ، وبمنازلهم بمنى يقول: «من يؤويني، من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة؟»، فلا يجد أحداً ينصره ويؤويه، حتى إن الرجل يرحل من مضر، أو من اليمن، إلى ذي رحمه، فيأتيه قومه، فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله عز وجل له من يثرب، فيأتيه الرجل فيؤمن به، فيقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله، فيسلمون بإسلامه...."(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه أبو الحسن علي الرملي
20/ 1/ 1440 هجري
جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم