• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: آداب قضاء الحاجة
  • رقم الفتوى: 1324
  • تاريخ الإضافة: 26 جُمادي الآخرة 1440
  • السؤال
    أرجو من فضيلتكم توضيح معنى حديث المغيرة بن شعبة " «أن النبي ﷺ كان إذا ذهب المذهب أبعدَ» وما هو فقه الحديث ؟
  • الاجابة

    يفسر هذا الحديث حديث جابر رضي الله عنه «أن النبي ﷺ كان إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد»([1]) ، وهذان الحديثان فيهما كلام، ولكن يشهد أحدهما للآخر.

     والمراد منهما أن المسلم إذا أراد الذهاب إلى الخلاء فعليه أن يبتعد عن أعين الناس.

    ولكن يخالف هذا حديث المغيرة في «الصحيحين»، « أن النبي ﷺ بال عند سباطة قوم»([2]) ، والسباطة، هي المزبلة، وتكون قريبة من الناس.

    وكذلك رآه ابن عمر على سطح بيت حفصة يقضي حاجته ([3]).

    فالظاهرأنه إذا أمن أن يرى عورته أحد أو كان في كنيف، ولا يؤذي أحداً؛ فلا بأس أن يكون قريباً. والله أعلم .
    والبعض فرق بين الغائط والبول.

    قال ابن المنذر في الأوسط (1/ 433): ذكر تباعد من أراد الغائط عن الناس
    قال أبو بكر: ثابت عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد حاجته أبعد في المذهب، وثبت عنه أنه أراد البول فلم يتباعد عنهم، والذي يستحب أن يتباعد من أراد الغائط عن الناس، وله أن يبول بالقرب منهم....فذكر حديث المغيرة، وقال: ذكر ترك التباعد عن الناس عند البول...فذكر حديث حذيفة، وقال:
    قال أبو بكر: واستحب بعض أهل العلم لمن بال قاعداً أن يتباعد عن الناس، ولم ير بأساً أن يبول بقرب الناس من بال قائماً، قال: وذلك أن البول قائماً أحصن للدبر وأسلم للحدث.
    وروي هذا القول عن عمر. انتهى باختصار.

    وقال النووي رحمه الله في كتابه الإيجاز في شرح سنن أبي داود(82-85): قوله: "إذا ذهب المذهب أبعد"، أي: إذا ذهب لقضاء حاجة الإنسان.
    والمذهب: اسم موضع التغوّط، يقال له: المذهب والخلاء والمرفق والمرحاض، قاله أبو عبيد وغيره.
    فيه: استحباب الإبعاد في ذلك إذا أمكن.
    وقال في شرح حديث البراز: وفيه: استحباب التباعد عن الناس عند قضاء الحاجة، ويلحق به ما كان في معناه. انتهى

     


    ([1]) أخرجه أبو داود (2)، وابن ماجه (335) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

    ([2]) أخرجه البخاري (224)، ومسلم (273) عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

    ([3]) أخرجه البخاري (148)، ومسلم (266) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم