لا يصح شيء في هذا
الاستغفار والحمدلة أي قول: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى..." بعد الخروج وردا في حديثين ضعيفين، حديث عائشة: كان ﷺ إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك»([1]) وفيه يوسف بن أبي بردة مجهول، والحديث ضعفه شيخنا مقبل الوادعي بيوسف هذا.
وأما الحمد فأخرجه ابن ماجه من حديث أنس، قال: كان النبي ﷺ إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني»([2]) وهو ضعيف، فيه إسماعيل بن مسلم، نقل في «الزوائد» الاتفاق على تضعيفه، فلا يشرع ذلك القول عند الخروج من الخلاء.
وجاء من حديث أبي ذر، قال الدارقطني في العلل (6/ 235): «وليس هذا القول بمحفوظ، وغيره - أي غيرعبد الله بن أبي جعفر الرازي- يرويه عن شعبة، عن منصور، عن رجل، يقال له الفيض، عن ابن أبي حثمة عن أبي ذر موقوفاً، وهو أصح». انتهى
وقال الألباني في الإرواء (53): ضعيف، أخرجه ابن ماجه (1/129) عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة عن أنس، وهذا سند ضعيف من أجل إسماعيل هذا وهو المكى.
قال الحافظ فى " التقريب ": " ضعيف الحديث "، وفى " الزوائد ": " هو متفق على تضعيفه، والحديث بهذا اللفظ غير ثابت ".
قال أبو الحسن السندى فى حاشيته على ابن ماجه: "ومثله نقل عن المصنف فى بعض الأصول ".
قلت-الألباني-: وروى من حديث أبى ذر، أخرجه ابن السنى (رقم 21) من طريق النسائى بسنده عن منصور عن الفيض عنه.
والفيض هذا لم أعرفه، ونقل المناوى فى " الفيض " عن ابن محمود شارح أبي داود أنه قال: إسناده مضطرب غير قوي. وقال الدارقطنى: حديث غير محفوظ. انتهى
وكذلك قول بعض العامة لبعض عند الخروج من الخلاء: ( شوفيتم) لا أصل له. والله أعلم .
([1]) أخرجه أحمد (42/124)، وأبو داود (30)، والترمذي (7)، وابن ماجه (300).
([2]) أخرجه ابن ماجه (301).
جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2025 موقع معهد الدين القيم