• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: التخيير في الصيام في أول الأمر
  • رقم الفتوى: 1625
  • تاريخ الإضافة: 1 شعبان 1440
  • السؤال
    هل كان صيام رمضان على التخيير في أول الأمر ؟
  • الاجابة

    نعم كان الصيام في أول الأمر على التخيير، من شاء صام ومن لم يشأ لم يصم ولكن يطعم بدله، ودليل ذلك قوله تعالى : {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة (184)]

     هذه  الآية تدل على أن أول ما فُرض صيام شهر رمضان كان الناس مخيرين بين أن يصوموا أو يطعموا، ثم نُسخ هذا الحكم وصار صيام رمضان واجباً على القادر .

    قال سلمة بن الأكوع: « كنا في رمضان على عهد رسول الله من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين، حتى أنزلت هذه الآية: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه}([1]) [البقرة: 185]، وفي رواية: «لما نزلت: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين }، كان من أراد منا أن يُفطر ويفتدي حتى نزلت هذه الآية التي بعدها فنسختها »([2]).

    فكانوا في البداية مخيرين، من أراد أن يصوم صام، ومن أراد أن يترك فله ذلك بشرط أن يفتدي ويُطعم مسكيناً عن كل يوم يفطره، ثم بعد ذلك أنزل الله تبارك وتعالى: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، فصار صيام رمضان واجباً على الجميع وليس لأحد أن يفتدي ويتركه لغير عذر، والله أعلم .

    قال ابن تيمية (31/ 250): وقد ثبت باتفاق أهل العلم - وهو في كتب الحديث الصحاح وغيرها وكتب التفسير والفقه - أن الله لما أوجب رمضان، كان المقيم مخيراً بين الصوم وبين أن يطعم كل يوم مسكيناً. فكان الواجب هو إطعام المسكين(3)، وندب سبحانه إلى إطعام أكثر من ذلك فقال تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له} ثم قال: {وأن تصوموا خير لكم} فلما كانوا مخيرين كانوا على ثلاث درجات: أعلاها الصوم، ويليه أن يطعم في كل يوم أكثر من مسكين، وأدناها أن يقتصر على إطعام مسكين. ثم إن الله حتم الصوم بعد ذلك وأسقط التخيير في الثلاثة. انتهى 

    ([1]) أخرجه مسلم (1145).

    ([2]) أخرجه البخاري (4507)، ومسلم (1145).

    ([3]) أي في حال اختار الإطعام فالواجب إطعام مسكين واحد لا أكثر. والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم