• نوع الفتوى: عقيدة
  • عنوان الفتوى: بعض الفرق المبتدعة
  • رقم الفتوى: 1840
  • تاريخ الإضافة: 26 شعبان 1440
  • السؤال
    لو تكرمتم بإيضاح معنى هذه الفرق: الجهمية، القدرية، المعتزلة، الكرّامية، المرجئة والسالمية، والأشاعرة والصوفية؟
  • الاجابة

    الجهمية هم فرقة من فرق المتكلمين؛ الذين يقررون العقيدة في الأسماء والصفات بالعقل والكلام لا بالشرع، ينسبون إلى الجهم بن صفوان الذي قُتِلَ سنة 128 هجري بسبب عقيدته الكفرية، ومذهبهم في الأسماء والصفات التعطيل والنفي، وفي القَدَرِ القول بالجَبْرِ، وفي الإيمان القول بالإرجاء؛ فجمعوا البلايا.

    وأما المعتزلة: فهم أتباع عمرو بن عبيد (ت 143)، وواصل بن عطاء (ت131) الذي اعتزل مجلس الحسن البصري، وكان يقول بالمنزلة بين المنزلتين بالنسبة للفاسق؛ فيقولون: الفاسق في الدنيا في منزلة بين المنزلتين؛ لا هو مؤمن ، ولا هو كافر، وأما في الآخرة؛ فمخلَّدٌ في نار جهنم، فوافقوا الخوارج في الحكم، وهم في الأسماء والصفات معطلة كالجهمية إلا أنهم يثبتون أسماء لله مخلوقة، فهم من العقلانيين الذين يقدمون العقل على النقل.

    قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوبة (ص 273): قال تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلاً}، وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليماً}. الخلة: كمال المحبة. وأنكرت الجهمية حقيقة المحبة من الجانبين، زعماً منهم أن المحبة لا تكون إلا لمناسبة بين المحب والمحبوب، وأنه لا مناسبة بين القديم والمحدث توجب المحبة! وكذلك أنكروا حقيقة التكليم، كما تقدم، وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم، في أوائل المائة الثانية فضحى به خالد بن عبد الله القسري أمير العراق والمشرق بواسط، خطب الناس يوم الأضحى فقال: أيها الناس ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه، وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين رضي الله عنهم، فجزاه الله عن الدين وأهله خيراً.
    وأخذ هذا المذهب عن الجعد - الجهم بن صفوان، فأظهره وناظر عليه، وإليه أضيف قول"الجهمية". فقتله سلم بن أحوز أمير خراسان بها، ثم انتقل ذلك إلى المعتزلة أتباع عمرو بن عبيد، وظهر قولهم في أثناء خلافة المأمون، حتى امتحن أئمة الإسلام، ودعوهم إلى الموافقة لهم على ذلك. وأصل هذا مأخوذ عن المشركين والصابئة، وهم ينكرون أن يكون إبراهيم خليلاً، وموسى كليماً. انتهى 

    القدرية: هم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العباد؛ أي أن العبد هو الذي يخلق فعله، وأن الله سبحانه وتعالى لم يُقَدِّر فعل العبد ولم يخلقه.

    والمرجئة؛ هم الذين يرجئون العمل عن الإيمان؛ أي يؤخرون الأعمال عن الإيمان؛ فلا يدخلون أعمال الجوارح في الإيمان، فيقولون: أعمال الجوارح ليست من الإيمان.

    وأما الكرّامية؛ فهم أتباع محمد بن كَرَّام(ت255)، يميلون إلى التشبيه، وهم مرجئة.

    " يزعمون أن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان دون القلب، وأنكروا أن يكون معرفة القلب أو شيء غير التصديق باللسان إيماناً، وزعموا أن المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين على الحقيقة، وزعموا أن الكفر بالله هو الجحود والإنكار له باللسان". انتهى من مقالات الإسلاميين (ص 141).

    والسالمية: أتباع رجل يقال له محمد بن سالم(ت295)؛ يقولون بالتشبيه، وفيهم تصوف.

    وأما الأشاعرة؛ فهم من قال بقول أبي الحسن الأشعري الثاني، وكان له ثلاثة أقوال، الأول كقول المعتزلة، والثاني مذهب الأشاعرة الذي اشتهروا به، والثالث رجع به إلى قول أهل السنة وهو آخر أقواله رحمه الله، وهم فرقة من المبتدعة من فرق المتكلمين التي تشمل الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والكُلَّابية والماتريدية وغيرهم، وهؤلاء يجتمعون في تقديم العقل على النقل في الاعتقاد، ويقررون عقيدتهم بالكلام؛ فينفون الصفات عن الله سبحانه وتعالى، وهم متفاوتون في ذلك؛ فالأشاعرة يثبتون سبع صفات وينفون الباقي. ويطلق العلماء أحياناً على هؤلاء كلهم (جهمية) لأنهم اجتمعوا في أصل واحد.

    والأشاعرة مرجئة في الإيمان، وجبريّة في القدر.

    قال ابن القيسراني(ت 507) في المؤتلف والمختلف (ص 29): الأشعري والأشعري: الأول: رهط أبي موسى عبد الله بن قيس وقبيلته ومن نسب إليه.
    الثاني من ينسب إلى مذهب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، منهم القاضي أبو بكر أحمد بن الطيب الأشعري المتكلم وغيره. انتهى 

    والصوفية؛ هي فرقة من الفرق المبتدعة أكثرهم اليوم يشركون بالله بعبادة الاولياء معه، يقوم دينهم على أساسين:

    الأول: الشرك بعبادة القبور والغلو في الأولياء.

    الثاني: البدع بإحداث دين جديد؛ فكثير من عباداتهم محدثة لا أصل لها في الشرع. والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم