• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: حكم إقامة الصلاة لمن لم يؤذن
  • رقم الفتوى: 2426
  • تاريخ الإضافة: 29 شوال 1440
  • السؤال
    هل يجوز أن يقيم غير الذي أذن ؟
  • الاجابة

     يجوز أن يؤذن شخص ويقيم آخر، فالحديث الوارد في أن الذي يؤذن هو الذي يقيم، ضعيف([1]).

    قال ابن المنذر في الأوسط (3/ 188): "اختلف أهل العلم في الرجل يؤذن ويقيم غيره، فقالت طائفة: يعيد الأذان ثم يقيم. روينا عن أبي محذورة: أنه جاء وقد أذن إنسان، فأذن هو وأقام".
    ثم ذكر بإسناده "عن عبد العزيز بن رفيع، قال: رأيت أبا محذورة جاء وقد أذن إنسان، فأذن هو وأقام".
    وقال: "وكان أحمد بن حنبل يقول: إذا جاء المؤذن وقد أذن غيره يعيد الأذان ويقيم كما روي عن أبي محذورة، وكان إسحاق يقول: إذا أذن المؤذن ثم غاب أو اعتل فليس لأحد أن يقيم حتى يؤذن آخر أو يحضر المؤذن الأول فيقيم، واحتج بحديث الإفريقي"، ثم ذكر بإسناده "عن زياد بن الحارث الصدائي، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم».

    وقال سفيان الثوري: كان يقال: من أذن فهو يقيم. وقال الشافعي: أحب أن يتولى الإقامة الذي أذن، وإن أقام غيره أجزأه إن شاء الله.

    وقالت طائفة: لا بأس أن يؤذن الرجل ويقيم غيره. هذا قول مالك وأصحاب الرأي، وأبي ثور، واختلف فيه عن الحسن البصري، فروي عنه القولان جميعاً.
    قال أبو بكر: كل ذلك يجزيء، وحديث الأفريقي غير ثابت، وأحب إلينا أن يقيم من أذن. انتهى والله أعلم 

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ([1]) حديث زياد الصدائي في سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ضعيف، أخرجه أحمد(17678) وأبو داود(514) والترمذي(199) وغيرهم، قال زياد الصدائي: لما كان أول أذان الصبح أمرني -يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر، فيقول: «لا» حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز، ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه - يعني فتوضأ - فأراد بلال أن يقيم، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: «إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم»، قال: فأقمت.

    وقال الترمذي بعد أن أخرجه: وفي الباب عن ابن عمر، وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي، والإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره "، قال أحمد: «لا أكتب حديث الإفريقي». ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره، ويقول: «هو مقارب الحديث» . والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم: أن من أذن فهو يقيم ". انتهى

    وأما حديث ابن عمر ففي سنده سعيد بن راشد متروك. قال الحافظ ابن حجر في التلخيص(1/ 374): الطبراني (12/ 435)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 105)، وأبو الشيخ في الأذان؛ من حديث سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر: كان النبي صلى الله عليه وسلم في سير له فحضرت الصلاة، فنزل القوم فطلبوا بلالاً فلم يجدوه، فقام رجل فأذن، ثم جاء بلال، فقال القوم: إن رجلاً قد أذن، فسكت القوم هوياً، ثم إن بلالاً أراد أن يقيم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "مهلاً يا بلال، فإنما يقيم من أذن". والظاهر أن هذا المبهم هو الصدائي، وسعيد بن راشد هذا ضعيف، وضعف حديثه هذا أبو حاتم الرازي، وابن حبان في الضعفاء. انتهى 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم