الحجُّ واجب من واجبات الدين العظيمة، لا خلاف في ذلك؛ بل هو ركن من أركان الإسلام .
قال الله تعالى: {ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} ، وجاء في حديث ابن عمر « بني الإسلام على خمس... »([1]) ومنها « الحج » ، والإجماع منعقد على وجوب الحجِّ على المستطيع مرة واحدة في العمر، لا خلاف في هذا ([2]) ، وهو واجب على كل مكلف مستطيع؛ لقول الله تعالى: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } ، فقوله { لله على الناس } صيغة إلزام وإيجاب، وقيَّد ذلك بالاستطاعة فقال: {من استطاع إليه سبيلاً }.
والحج واجب في العمر مرة واحدة لقوله ﷺ: « أيها الناس قد فَرَض الله عليكم الحجَّ فحُجّوا »، وفي هذا أمر بالحجِّ، يُستدل به على وجوب الحجِّ ، فقال رجل: أَكُلَّ عام يا رسول الله؟ أي، هل يجب علينا في كل سنة؟ فقال ﷺ: « لو قلت نعم لوجب ولما استطعتم »([3]) ، فدلّ ذلك على أن الحجَّ يجب مرة واحدة في العمر ، والله أعلم .
قال ابن قدامة في المغني (3/ 213): "الحج في اللغة: القصد".
وقال: "وفي الحج لغتان: الحَج والحِج، بفتح الحاء وكسرها.
والحج في الشرع: اسم لأفعال مخصوصة يأتي ذكرها، إن شاء الله. وهو أحد الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام.
والأصل في وجوبه الكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب، فقول الله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} [آل عمران: 97] . روي عن ابن عباس: ومن كفر باعتقاده أنه غير واجب. وقال الله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} [البقرة: 196] .
وأما السنة، فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس» . وذكر فيها الحج، وروى مسلم بإسناده عن أبي هريرة، قال: «خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج، فحجوا. فقال رجل أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم. ثم قال: ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه» .
في أخبار كثيرة سوى هذين، وأجمعت الأمة على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة". انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16).
([2]) انظر « الإجماع » لابن المنذر (ص 51).
([3]) أخرجه مسلم (1337).
جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2025 موقع معهد الدين القيم