• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: القراءة بعد الفاتحة في الرك
  • رقم الفتوى: 343
  • تاريخ الإضافة: 20 مٌحَرم 1440
  • السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا حفظكم الله هل ثبت عن أبي بكر أنه كان يقرأ بعد الفاتحة في الركعتين الأخيرتين {ربنا آتنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} ؟ وجزاكم الله خيرا
  • الاجابة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    وأنتم فجزاكم الله خيراً

    هذا الأثر صحيح ثابت عن أبي بكر رضي الله عنه؛ فقد رواه مالك بن أنس رحمه الله تعالى في موطأه عن أبي عبيد حيي مولى سليمان بن عبد الملك عن عبادة بن نسي عن قيس بن الحارث عن أبي عبد الله الصناحبي أنه قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَصَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصَّلِ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى كَادَ أَنْ تَمَسَّ ثِيَابِي ثِيَابَهُ، فَسَمِعْتُهُ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَهَذِهِ الْآيَةُ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8].

    وهذا سند صحيح متصل رواته ثقات (الموطأ: 25، مصنف عبد الرزاق: 2698،  مشكل الآثار للطحاوي: 4634، والسنن الكبرى للبيهقي: 2479، ومعرفة الآثار له: 3186، وفي مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي: 77)، وله متابع من حديث رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن أبي عبد الله الصنابحي، رواه بسنده (عبد الرزاق في مصنفه: 2699، وابن أبي شيبة في مصنفه: 3727، والطحاوي في شرح مشكل الآثار: 4634).

    وكان عمر بن عبد العزيز يعمل بهذا الحديث منذ سمعه من قيس بن الحارث، قال عبادة: فَحَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَقُولُ لِقَيْسٍ، وَسَأَلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَ بِهِ قَالَ عُمَرُ: مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُ بِهِ، وَإِنْ كُنْتُ قَبْلَ ذَلِكَ لَعَلَى غَيْرِهِ، قُلْتُ: وَمَا هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. ذكره الطحاوي في مشكل الآثار: 4634،  وعبد الرزاق في مصنفه: 2698.

    واحتج الشافعي بهذا الخبر وبفعل عمر بن عبد العزيز لما سأله الربيع بن سليمان عن هذا، فذهب إلى استحباب القراءة في الركعتين الأخيرتين.

    ومع ذلك ذهب بعض العلماء كمكحول إلى أنّ فعل أبي بكر لم يُرِدْ به القراءة بل أراد به القنوت قبل الركوع والدعاء والتسبيح.

    وذهب إلى هذا القول إبراهيم النخعي وسفيان الثوري وآخرون.

    وقد روى مسلم (452) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ ثَلَاثِينَ آيَةً ، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ خَمْسَ عَشْرَةَ. إلا أن بعض العلماء ردّ حديث مسلم بما اتفق عليه الشيخان: البخاري (759) ، ومسلم (451) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أنه كان صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأخيرتين بالفاتحة فقط.

    وهذه المسألة على أقوال عند العلماء، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ أحياناً في الركعتين الأخيرتين، فيحمل فعل أبي بكر على ذلك، بل لعلّ فعل أبي بكر يقوي حجة من يقول بذلك، وهذا أحد ما احتج به الشافعي رحمه الله تعالى.، والله تعالى أعلم

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم