• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: موقف الصبيان والنساء في الصلاة
  • رقم الفتوى: 3583
  • تاريخ الإضافة: 17 ربيع الآخر 1441
  • السؤال
    أرجو من فضيلتكم بيان مكان وقوف الصبيان في الصفوف في صلاة الجماعة ؟
  • الاجابة

    الصبيان يقفون مع الرجال، في صفوف الرجال؛ لحديث أنس أنه وقف خلف النبي ﷺ هو واليتيم، وأم سليم من خلفهم وهو في «الصحيحين» ، فدل على أن الصبيان يصفّون مع الرجال، والنساءُ من خلفهم، والحديث الذي يستدل به من يقول: يصفون صفاً خلف الرجال ثم النساء بعد ذلك، حديث ضعيف، وهو حديث أبي مالك الأشعري، «أن النبي ﷺ كان يجعل الرجال قدّام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان»([1])، في سنده شهر بن حوشب لا يحتج به. والله أعلم. هذه خلاصة الفتوى.

    قال ابن عبد البر في التمهيد(2/ 271) في شرح حديث أنس: وفي هذا الحديث أيضاً ما يدل على أن الصبي إذا عقل الصلاة حضرها مع الجماعة، ودخل معهم في الصف، إذا كان يؤمن منه اللعب والأذى، وكان ممن يفهم معنى ما هو فيه من الصلاة. انتهى 

    وقال الإمام الألباني رحمه الله في ضعيف أبي داود (1/ 234) في حديث أبي مالك: "قلت: إسناده ضعيف؛ لأن شهر بن حوشب ضعيف؛ لسوء حفظه وكثرة أوهامه".
    وقال: "وقد فتشت كتب السنة كثيراً؛ لعلِّي أجد لهذا الحديث متابعاً أو شاهداً أنقله به من هنا إلى الكتاب الأخر؛ فلم أوفق!
    بل في " الصحيحين ": أن أنساً وغلاماً يتيماً وقفا صفاً واحداً وراء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فهذا يدل أن الصبي ليس كالمرأة في وقوفها- ولو وحدها- وراء الرجال، بل له أن يقف مع الرجل.
    أما إذا كثر الرجال والصبيان؛ فهل يسن أن يقف الصبيان صفاً واحداً، ولو لم يكمُلْ صف الرجال الذي يتقدمهم؟!
    فهذا يتوقف على ثبوت حديث الباب، ولم يثبت- كما عرفت-. والله أعلم". انتهى

    وقال البسام في توضيح الأحكام (2/ 496): الأحق بالصف الأول، والقرب من الإمام هم أولو الأحلام والنُّهى؛ لما روى مسلم من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى".
    فائدة:
    جاء في صحيح مسلم (432) من حديث ابن مسعود؛ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهى".
    واختلف السلف في تأخير الصبيان السابقين إلى الصف الأول، والأمكنة الفاضلة: فبعضهم قال: يؤخرون لِيَلُوا ذوي الأحلام؛ فإنَّ الأحاديث دلَّت على تقديم أهل العلم والفضل، فكان عمر إذا رأى غلامًا في الصف أخرجه. وكره أحمد أن يقوم مع الناس في المسجد خلاف الإمام؛ لِمَا روى أبو داود (677) من حديث أبي موسى: "أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أقام الصف، فصفَّ الرجال، وصفَّ الغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان".
    وقال بعض الأصحاب: الأفضل تأخير المفضول والصبي، واختاره الشيخ، وقطع به ابن رجب.
    وذهب بعضهم إلى: أنَّ من سبق إلى مكان فهو أحق به.
    قال في "الفروع": ليس له تأخير الصبيان السابقين، وهو مذهب الشافعية، وصوَّبه في "الإنصاف"، فإنَّ الصبيَّ إذا عقل القُرَبَ، كالبالغ في الجملة، والحديثان: "من سبق إلى مكان، فهو أحق به" [رواه البيهقي (6/ 150)]، "ولا يقيم أحدكم أخاه من مجلسه" [رواه البخاري (5914) ومسلم (2177)]، عامَّان، ولو كان تأخيرهم أمرًا مشهورًا لاستمرَّ العمل عليه، ولنُقل نقلاً لا يحتمل الاختلاف.
    وقال الحافظ: إنَّ الصبيان مع الرجال، وإنَّهم يصفون معهم، ولا يتأخرون عنهم. انتهى 


    ([1]) ضعيف. أخرجه أحمد في « المسند » (22896)، وأبو داود (677)، وابن ماجه (417) عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، في سنده شهر بن حوشب.

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم