• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: كسوف الشمس وخسوف القمر
  • رقم الفتوى: 3788
  • تاريخ الإضافة: 13 جُمادي الأول 1441
  • السؤال
    هل يصح إطلاق الكسوف على القمر والخسوف على الشمس ؟
  • الاجابة

    يقال خسوف القمر وكسوف الشمس، ويقال أيضاً: خسوف الشمس وكسوف القمر، كله صحيح ورد في السنة.

    والكسوف: انحجاب الشمس أو القمر بسبب غير معتاد.

    والكسوف والخسوف بمعنى واحد، وهما تخويف من الله لعباده كما جاء في الحديث. والله أعلم هذه خلاصة الفتوى.

    قال ابن قرقول في مطالع الأنوار (2/ 476): الْكُسُوفُ، وَالْخُسُوفُ: جاءا جميعًا في الشمس والقمر، وفي القرآن: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} [القيامة: 8]، وقال بعض أهل اللغة: لا يقال في الشمس إلا خسفت، وفي القمر إلا كسف، وهو قول عروة في كتاب مسلم، والقرآن يرد هذا، ولعله خطأ من الناقلين...انتهى المراد.

    وقال النووي في المجموع (5/ 43): يقال كَسَفت الشمس، وكَسَف القمر، بفتح الكاف والسين، وكُسِفا بضم الكاف وكسر السين، وانكَسَفا، وخَسَفا وخُسِفا، وانخَسَفا كذلك، فهذه ست لغات في الشمس والقمر، ويقال: كسفت الشمس وخسف القمر، وقيل: الكسوف أوله والخسوف آخره فيهما، فهذه ثمان لغات، وقد جاءت اللغات الست في الصحيحين، والأصح المشهور في كتب اللغة أنهما مستعملان فيهما، والأشهر في ألسنة الفقهاء تخصيص الكسوف بالشمس والخسوف بالقمر، وادعى الجوهري في الصحاح أنه أفصح. انتهى 

    وقال في شرح صحيح مسلم (6/ 198): يقال كَسَفَتِ الشمس والقمر بفتح الكاف، وَكُسِفَا بضمهما، وَانْكَسَفَا وَخَسَفَا وَخُسِفَا وَانْخَسَفَا بمعنى، وقيل: كَسْف الشمس بالكاف وخَسْف القمر بالخاء، وحكى القاضي عياض عكسه عن بعض أهل اللغة والمتقدمين، وهو باطل مردود بقول الله تعالى: {وخسف القمر}.

    ثم جمهور أهل العلم وغيرهم على أن الخسوف والكسوف يكون لذهاب ضوئهما كله، ويكون لذهاب بعضه، وقال جماعة منهم الإمام الليث بن سعد: الخسوف في الجميع، والكسوف في بعض، وقيل: الخسوف ذهاب لونهما والكسوف تغيره. انتهى 

    وقال ابن عثيمين في الشرح الممتع (5/ 174): والكسوف والخسوف بمعنى واحد، يقال: كسفت الشمس، وخسفت، وكسف القمر وخسف.
    وقال بعضهم: الكسوف للشمس، والخسوف للقمر، ولعل هذا إذا اجتمعت الكلمتان، فقيل: كسوف وخسوف، أما إذا انفردت كل واحدة عن الأخرى فهما بمعنى واحد، ولهذا نظائر في اللغة العربية.

    والكسوف عرفه الفقهاء بقولهم: ذهاب ضوء أحد النيرين أو بعضه.
    والحقيقة أنه لا يذهب، وإنما ينحجب، ولهذا نقول: التعبير الدقيق للكسوف: «انحجاب ضوء أحد النيرين»، أي: الشمس أو القمر «بسبب غير معتاد».
    فسبب كسوف الشمس أن القمر يحول بينها وبين الأرض فيحجبها عن الأرض، إما كلها أو بعضها، لكن لا يمكن أن يحجب القمر الشمس عن جميع الأرض؛ لأنه أصغر منها، حتى لو كسفها عن بقعة على قدر مساحة القمر لم يحجبها عن البقعة الأخرى؛ لأنها أرفع منه بكثير، ولذلك لا يمكن أن يكون الكسوف كلياً في الشمس في جميع أقطار الدنيا أبداً، إنما يكون في موضع معين، مساحته بقدر مساحة القمر...انتهى 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم