• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: الأعمال المستحبة عند الكسوف
  • رقم الفتوى: 3810
  • تاريخ الإضافة: 15 جُمادي الأول 1441
  • السؤال
    في صلاة الكسوف، هل نطيلها إلى أن ينتهي الكسوف أم لنا أن ننهي قبل ذلك؟ وما هي العبادات التي ذكرت في السنة ويستحب فعلها في هذا الوقت مع الصلاة؟
  • الاجابة

    تطويل صلاة الكسوف حتى ينتهي سنة مستحب؛ ففي حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها، قال ابن عباس: "ثم انصرف وقد تجلت الشمس"(1)، ويستحب أيضاً الجمع بين الصلاة وغيرها من العبادات فلا يلزم تطويلها إلى الانجلاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى عدة عبادات تفعل في وقت الكسوف، مما يدل على أن الوقت يتسع للصلاة وغيرها. والله أعلم

    والعبادات التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت الكسوف: الصلاة والذكر والتكبير والدعاء والاستغفار والصدقة والعتق

    قال - صلى الله عليه وسلم -: «هذه الآيات التي يرسل الله لاتكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوّف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره» وهو في «الصحيح» (2).
    وفي رواية «فافزعوا إلى الصلاة» وهو في «الصحيحين» (3).
    وفي رواية: «فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا» وهي في «الصحيحين» أيضاً (4). وفي حديث أسماء، قالت: لقد «أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس» وهو في صحيح البخاري(5). والله أعلم هذه خلاصة الفتوى.

    قال ابن بطال في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتموها، فصلوا، وادعوا حتى يكشف ما بكم": "وفيه: أنه ينبغى أن تطول صلاة الكسوف إلى أن تنجلى الشمس، فإن ظن الناس أنه قد قرب انجلاؤها لم يكن عليهم أن يزيدوا ركعتين أخريين، وعليهم الدعاء والتضرع إلى الله حتى تنجلى. وقد استدل قوم من العلماء بقوله صلى الله عليه وسلم : "إذا رأيتموها فصلوا، وادعوا حتى يكشف ما بكم"، على أنه لا ينبغى أن تقطع صلاة الكسوف حتى تنجلى الشمس. قال الطحاوى: فيقال لهم: قد جاء فى هذا الحديث "فصلوا وادعوا حتى تنجلى الشمس"، ذكره البخارى فى باب الدعاء فى الكسوف من حديث المغيرة بن شعبة، وروى أبو موسى عن النبى، صلى الله عليه وسلم: "وإذا رأيتم شيئاً من ذلك، فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره"، ذكره البخارى فى باب الذكر فى الكسوف، قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء عندهما والاستغفار كما أمر بالصلاة، فدل ذلك أنه لم يرد منهم عند الكسوف الصلاة خاصة، ولكن أريد منهم ما يتقربون به إلى الله من الصلاة والدعاء والاستغفار وغيره ". انتهى شرح صحيح البخاري له (3/ 32).

    وانظر شرح معاني الآثار للطحاوي (1/ 331)

    وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 527): قوله: " حتى انجلت" استدل به على إطالة الصلاة حتى يقع الانجلاء، وأجاب الطحاوي بأنه قال فيه: " فصلوا وادعوا "، فدل على أنه إن سلّم من الصلاة قبل الانجلاء يتشاغل بالدعاء حتى تنجلي، وقرره ابن دقيق العيد بأنه جعل الغاية لمجموع الأمرين، ولا يلزم من ذلك أن يكون غاية لكل منهما على انفراده؛ فجاز أن يكون الدعاء ممتداً إلى غاية الانجلاء بعد الصلاة، فيصير غاية للمجموع، ولا يلزم منه تطويل الصلاة ولا تكريرها..انتهى  

    وانظر الإحكام في أصول الأحكام لابن دقيق العيد(1/ 350).

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أخرجه البخاري (1052)، ومسلم (907).

    (2) أخرجه البخاري (1059)، ومسلم (912).

    (3) أخرجها البخاري (1047)، ومسلم (901).

    (4) أخرجها البخاري (1044)، ومسلم (901).

    (5) أخرجه البخاري (2519).

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم