الصلاة على الغائب تُستحب في حق من لم يُصل عليه؛ لأنه لم يحفظ عنه عليه الصلاة والسلام أنه صلى على غائب إلا على النجاشي([1])، والسبب أن للنجاشي صفة خاصة، وهي أنه لم يصلِّ عليه أحد، فصلى عليه رسول الله ﷺ صلاة الغائب.
أما التوسُّعُ الذي نراه اليوم في صلاة الغائب، فكل من أراد أن يصلّيِ على آخر صلى صلاة الغائب، فهذا توسع غير مَرْضِيٍّ، فالنبي ﷺ لم يصلِّ على أحد صلاة الغائب إلا على النجاشي، وإلا فقد مات كثير من المسلمين بعيداً عنه ﷺ ولم يصلِّ عليهم صلاة الغائب، وإنما صلى على النجاشي لأنه هو الذي لم يُصلَّ عليه، فصلى عليه النبي ﷺ صلاة الغائب ، فصلاة الغائب تُشرَعُ، ولكن على من لم يصلَّ عليه، وليس مطلقاً. والله أعلم والخلاف في المسألة معروف، والتفصيل في الفتوى رقم (263).
([1]) أخرجه البخاري (1245)، ومسلم (951).
جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2025 موقع معهد الدين القيم