• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: قوس قزح
  • رقم الفتوى: 4056
  • تاريخ الإضافة: 13 جُمادي الآخرة 1441
  • السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليكم هل يجوز قول هذه الكلمة: ( قوس قزح) لنصف الدائرة الملونة التى تظهر في السماء؟
  • الاجابة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد 

    فيجوز تسميته بهذا الاسم بناء على الأصل، فالأصل الجواز، ولم يصح شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عنه، ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم(1). 

    وقد أشار الإمام البخاري في الأدب المفرد (ص 408) إلى جواز هذه التسمية بتبويبه عليها وذكر أثر ابن عباس باستعمالها. والله أعلم هذه خلاصة الفتوى. 

    ورد فيه حديث عن ابن عباس مرفوعاً وموقوفاً: " لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح شيطان، ولكن قولوا: قوس الله عز وجل، فهو أمان لأهل الأرض من الغرق ". أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 309)، وغيره مرفوعاً، وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 88) موقوفاً من طريق زكريا بن حكيم البدي وهو هالك، وحديثه هذا ضعيف جداً.

    انظر تتمة الكلام عليه في الضعيفة للألباني رحمه الله (872)، حكم عليه هناك بالوضع.

    وعقد ابن الجوزي في الموضوعات بابين ذكر فيهما أحاديث قوس قزح وكلها ضعيفة لا يصح منها شيء.

    أذكرها لك باختصار بعضٍ من الأسانيد، قال(1/ 143):

     باب ذكر القوس:

    ... بشار بن عبيد الله عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان القوس كذا من أول السنة فهو عام خصب، وإذا كان من آخر السنة فهو أمان من الغرق ".
    هذا حديث لا يصح، وفي إسناده مجاهيل وضعاف، وقال أبو حاتم الرازي لا يحتج بحديث عطاء بن أبي ميمونة.
    وقال أبو الفتح الأزدي: بشار بن عبيد الله متروك الحديث جداً منكر الأمر.
    حديث آخر:...حدثنا وهب بن حفص الحراني قال حدثنا محمد بن سليمان الحراني قال حدثنا خليد بن دعلج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمان لأهل الأرض من الغرق القوس قزح وأمان لأهل الأرض من الاختلاف الموالاة لقريش، وإذا خالف قريش قبيلة صارت من حزب إبليس ".
    وهذا موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه خليد بن دعلج، وقد ضعفه أحمد والدارقطني، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: ليس بثقة.

    وفيه محمد بن سليمان الحراني قال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث.

    وفيه وهب بن حفص، قال أبو عروبة: كذاب يضع الحديث، يكذب كذباً فاحشاً. قال المنصف: قلت: وهو المتهم به.

    باب لا يقال قوس قزح:

    ... عبيد العجلي قال حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا زكريا ابن حكيم الحبطي عن أبي رجاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقولن قوس قزح، فإن قزح الشيطان، ولكن قولوا قوس الله وهو أمان من الغرق ".
    طريق آخر: ... الحسين بن محمد بن حاتم قال حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا زكريا بن حكيم الحبطي عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقولوا قوس قزح فإن قزح شيطان، ولكن قولوا قوس الله عزوجل فهو أمان لأهل الأرض ".

    هذا حديث لم يرفعه غير زكريا.
    قال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال يحيى مرة: ليس بثقة، وكذلك النسائي، وقال ابن المديني: هالك. انتهى

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) روي عن ابن عباس أنه قال: " لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح شيطان، ولكن قولوا: قوس الله عز وجل، فهو أمان لأهل الأرض من الغرق ". أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 88) من طريق زكريا بن حكيم البدي وهو هالك.

    وروي عن علي بن أبي طالب في قصة سؤالات ابن الكواء من طريقين، وهذه القصة رويت بأسانيد عدة منها الصحيح ومنها الضعيف، ولكن حكاية القوس خاصة رويت من طريقين عنه:

    الأولى طريق ابن جريج قال:  ثنا أبو حرب بن أبي الأسود وعن ابن جريج، عن رجل، عن زاذان عن علي، وفيه: قال فما قوس قزح قال لا تقل قوس قزح فإن قزح الشيطان ولكنه القوس وهي أمانة من الغرق.

    هكذا إسناده في المطالب (3990) ومتنه مختصر، وفي المختارة (494) قال: أبو حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبي الأسود وعن ابن جريج ورجل عن زاذان. وعند البغوي في معجم الصحابة:  قال ابن جريج: ورجل عن زاذان، وعند أبي نعيم: وعن رجل.

    وهذه الطريق ضعيفة؛ لأن ابن جريج لم يسمع من أبي حرب، والتصريح بالتحديث خطأ، وهو بالعنعنة عند أبي نعيم في معرفة الصحابة(3349) من طريق الطبراني، قَال النَّسَائي: ما علمت أن ابن جُرَيْج سمع من أَبِي حرب.

    ووقفت على الواسطة في المؤتلف والمختلف(4/ 1826) للدارقطني وفي تاريخ دمشق لابن عساكر رواه حَمَّاد بن عيسى العيشي، حَدَّثَنا ابن جُرَيْج، أخبرني داود بن أبي هِنْد، عن أبي حرب بن أبي الأَسْود، عن أبيه، عن زاذان أبي عُمَر. ولكن حماد بن عيسى هذا ضعيف فلا يفرح بها.

    ويرويه في الإسناد الثاني عن رجل مبهم وبالعنعنة وهو مدلس. 

    والثانية عند ابن وهب في جامعه (56) قال:  وحدثني عبد الله بن عياش، عن عمر مولى غفرة، وحماد بن هلال، أن ابن الكواء، قال لعلي بن أبي طالب: ما قوس قزح؟ قال: «لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح الشيطان، ولكن أمنة من الله لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح».

    عبد الله بن عياش هو القتباني ضعيف، وعمر مولى غفرة ضعيف، ولم يسمع من صحابي، كما قال ابن معين كما في جامع التحصيل (558)، وحماد بن هلال لم أعرفه، ومع مخالفة هذه الطرق الضعيفة للروايات الصحيحة يكون ذكر قوس قزح في هذه القصة منكر . والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم