• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: حثو التراب على الميت من كل من حضر
  • رقم الفتوى: 4105
  • تاريخ الإضافة: 17 جُمادي الآخرة 1441
  • السؤال
    هل من السنة حثو التراب على الميت من كل من حضر دفنه ؟
  • الاجابة

    استحب بعض أهل العلم ذلك، قالوا: من السنة الحثو ثلاث حثوات من التراب على قبر الميت، للمشاركة في أجر الدفن، واستدلوا بحديث أبي هريرة، قال: إن النبي ﷺ صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثا عليه من قبل رأسه ثلاثاً([1]) .

    لكن هذا الحديث أعلَّه أبو حاتم الرازي - رحمه الله - بالإرسال فقال: هو حديث مرسل، وله علة أخرى أيضاً بينَّهَا الدارقطني - رحمه الله - في كتابه « العلل » ، وورد حديث آخر من حديث عامر بن ربيعة، أن النبي ﷺ حثا على قبر عثمان بن مظعون ثلاثاً([2]) ، وهو ضعيف أيضاً؛ فلا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ولكن الزهري وهو تابعي ينقل عن المهاجرين من الصحابة أنهم كانوا يحثون التراب على الميت([3])، وصح عن علي بن أبي طالب أنه فعله كما سيأتي، فلا بأس بفعله. والله أعلم هذه خلاصة الفتوى 

    قال ابن المنذر في الأوسط (5/ 511): ذكر حثي التراب على القبر
    روينا عن علي بن أبي طالب، أنه حثى على يزيد بن المكفف ثلاثاً
    وممن روينا عنه، أنه رأى ذلك الزهري، كان المهاجرون يلحدون لموتاهم وينصبون اللبن على اللحد نصباً، ويحثون عليه التراب، وروينا عن ابن عباس، أنه لما دفن زيد بن ثابت حثى عليه التراب، ثم قال: هكذا يدفن العلم
    حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن مالك بن مغول، عن عمير بن سعد، أن علياً، " حثى على يزيد بن المكفف، قال: هو أو غيره ثلاثاً "([4])
    حدثنا إسماعيل، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، قال: ثنا عامر بن جشيب، وغيره، من أهل الشام عن أبي الدرداء، قال: «إن من تمام أجر الجنازة أن يحثو في القبر»([5])
    حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، أن ابن عباس، لما دفن زيد بن ثابت حثى عليه، ثم قال: «هكذا يدفن العلم»([6])
    حدثنا خشنام، قال: ثنا أبو بكر الطبري، قال: حدثني نعيم بن حماد، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «توفي رجل فلم تصب له حسنة، إلا ثلاث حثيات حثاها في قبر، فغفرت له ذنوبه»([7])

    وقال الشافعي: «ويحثي من على شفير القبر بيديه معا من التراب ثلاث حثيات». انتهى 


    ([1]) أخرجه ابن ماجه (1565).

    ([2]) أخرجه الدارقطني في «سننه» (863)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (3/575)، وإسناده ضعيف، وبعضهم يذكر الحثو وبعضهم لا يذكره، وله شاهد مرسل آخر.

    ([3]) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 501)، بإسناد صحيح عنه.

    ([4]) أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 20) وغيره وهو صحيح. 

    ([5]) إسناده ضعيف، عامر بن جشيب لم يسمع من أبي الدرداء قاله الدراقطني كما في جامع التحصيل (ص204) ومن معه مبهمون.

    ([6]) أسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. 

    ([7]) إسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد. 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم