• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: الذكر عند زيارة القبر واستقبال القبلة عند الزيارة
  • رقم الفتوى: 4131
  • تاريخ الإضافة: 21 جُمادي الآخرة 1441
  • السؤال
    هل من ذكر خاص لمن زار المقبرة ؟
  • الاجابة

    يستحب لمن زار القبور السلام على أصحابها والدعاء لهم، فيستحب له ذلك، هذا ما كان رسول الله ﷺ يعلمه الصحابة إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا : «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»([1]) هذا لفظ حديث بريدة، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: ...فذكره ، ولفظ حديث عائشة قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فَقَالَ -أي جبريل-: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ "، قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ " قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ "([2])، فهذا يدل على سنية هذا السلام عند زيارتها، والدعاء والاستغفار لأصحابها. والله أعلم هذه خلاصة الفتوى.

    قال النووي في المجموع (5/ 311): قال أصحابنا رحمهم الله: ويستحب للزائر أن يسلم على المقابر ويدعو لمن يزوره ولجميع أهل المقبرة، والأفضل أن يكون السلام والدعاء بما ثبت في الحديث. انتهى  

    وقال ابن قدامة في المغني (2/ 422):  وإذا مر بالقبور، أو زارها، استحب أن يقول ما روى مسلم، عن بريدة، قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية.» وفي حديث عائشة: «ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين» .
    وفي حديث آخر: «اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم» . وإن أراد قال: اللهم اغفر لنا ولهم. كان حسناً. انتهى

    وقال ابن تيمية رحمه الله: ومعلوم أن " الزيارة الشرعية " التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته؛ تتضمن السلام على الميت والدعاء له؛ بمنزلة الصلاة على جنازته، فالمصلي على الجنازة قصده الدعاء للميت، والله تعالى يرحم الميت بدعائه ويثيبه هو على صلاته، كذلك الذي يزور القبور على الوجه المشروع فيسلم عليهم ويدعو لهم، يرحمون بدعائه ويثاب هو على إحسانه إليهم، وأين قصد النفع للميت من قصد الشرك به، ففي صحيح مسلم عن بريدة قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا للمقابر أن يقول قائلهم: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم العافية" . وفي صحيح مسلم، عن عائشة: قلت: كيف أقول يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" .
    وتجوز: زيارة قبر الكافر لأجل الاعتبار؛ دون الاستغفار له كما في الصحيحين عن أبي هريرة قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى، وأبكى من حوله، وقال: استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزورها فأذن لي. فزوروا القبور فإنها تذكر الموت" وقد ثبت عنه في الصحيح من حديث أنس قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" . انتهى 

    وقال ابن باز رحمه الله: والتمسح بالقبر، والدعاء عند القبر، والصلاة عنده كل هذا منكر، وكله بدعة لا يجوز، إنما المشروع: زيارة القبور للذكرى، والدعاء للموتى، والترحم عليهم، ثم ينصرف.
    والمشروع للزائر للقبور أن يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وما أشبه ذلك من الدعوات فقط. هذا هو المشروع الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم.
    وروى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبور المدينة فقال: «السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر » . انتهى مجموع الفتاوى (5/ 286)


    ([1]) أخرجه مسلم (975).

    ([2]) أخرجه مسلم (974).

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم