• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: صنع الطعام لأهل الميت
  • رقم الفتوى: 4177
  • تاريخ الإضافة: 25 جُمادي الآخرة 1441
  • السؤال
    ما حكم صنع الطعام للميت وما هي السنة في ذلك ؟ وما يفعله أهل الميت من صنع الطعام للناس هل هو من السنة ؟
  • الاجابة

    صنع الطعام لأهل الميت جاء فيه حديث عبد الله بن جعفر، قال: جاء نعي جعفر حين قتل فقال النبي ﷺ: «اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم»([1]) وهو ضعيف، ومعنى الحديث: أن أهل البيت حصل لهم ما يشغلهم من حزن على ميتهم وغير ذلك ، فانشغلوا بذلك عن صنع طعامٍ يأكلونه، فلا بأس بصنع الطعام فقط لأهل البيت الذين شُغلوا، لا أن يُصنع الطعام لكل داخل وخارج ولكل من جاء ليعزي، هذا لم يشرعه الله عز وجل، بل هو من البدع، انظر الفتوى رقم (4167).

    وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث على الاجتماع المنهي عنه وصنعة الطعام فيه، واحتجاجهم خطأ لما ذكرنا من معنى الحديث، مع أن هذا الحديث الذي يحتجون به حديث ضعيف لا يصح. والله أعلم هذه خلاصة الفتوى 

    قال الترمذي رحمه الله (998): وقد كان بعض أهل العلم يستحب أن يوجه إلى أهل الميت شيء لشغلهم بالمصيبة، وهو قول الشافعي. انتهى

    وقال ابن عثيمين في الشرح الممتع (5/ 376): «اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم» .
    وظاهر كلام المؤلف: أن صنع الطعام لأهل الميت سنة مطلقا، ولكن السنة تدل على أنه ليس بسنة مطلقا، وإنما هو سنة لمن انشغلوا عن إصلاح الطعام بما أصابهم من مصيبة لقوله: «فقد أتاهم ما يشغلهم»، والإنسان إذا أصيب بمصيبة عظيمة انغلق ذهنه وفكره ولم يصنع شيئا.
    فظاهر التعليل: أنه إذا لم يأتهم ما يشغلهم فلا يسن أن يصنع لهم.
    ومع ذلك غلا بعض الناس في هذه المسألة غلوا عظيما لا سيما في أطراف البلاد، حتى إنهم إذا مات الميت يرسلون الهدايا من الخرفان الكثيرة لأهل الميت، ثم إن أهل الميت يطبخونها للناس، ويدعون الناس إليها فتجد البيت الذي أصيب أهله كأنه بيت عرس، فيضيئون في الليل المصابيح الكثيرة، ويصنعون الكراسي المتعددة، وقد شاهدت ذلك بنفسي.
    وهذا لا شك أنه من البدع المنكرة، فهل نحن مأمورون عند المصائب أن نأتي بالمسليات الحسية التي تختم على القلب حتى ننسى المصيبة نسيان البهائم؟! نحن مأمورون بأن نتسلى بما أرشدنا الله إليه: «إنا لله وإنا إليه راجعون».لا بأن يأتي الناس من يمين وشمال؛ ليجتمعوا إلينا ويؤنسونا تأنيسا ظاهريا.
    وإذا لم تكن المصيبة منسية بما أمر الله ـ عز وجل ـ به ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا خير فيها، فيكون هذا النسيان سلوا كسلو البهائم.
    وقد قال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ: «كنا نعد صنع الطعام والاجتماع إلى أهل الميت من النياحة». والنياحة من كبائر الذنوب فإن النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن النائحة والمستمعة».
    وقد صرح بعض العلماء أن هذا الاجتماع بدعة؛ وهذا إذا خلا من المحاذير الشرعية. انتهى


    ([1]) أخرجه أحمد (3/280)، وأبو داود (3132)، والترمذي (998)، وابن ماجه (1610) . في سنده خالد المخزومي مجهول الحال.

    قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (3/ 404): وذكر من طريق الترمذي، عن جعفر بن خالد بن سارة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، حديث: " اصنعوا لآل جعفر طعاماً؛ فإنه قد جاءهم ما يشغلهم ".
    وأتبعه أن قال: جعفر ثقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
    كذا قال، ولم يبين لم لا يصح، وذلك أن خالد بن سارة لا تعرف حاله، وروى عنه ابنه، وعطاء بن أبي رباح، قاله البخاري.
    وأهمله ابن أبي حاتم كسائر من يجهل أحوالهم، ولا أعلم له إلا حديثين، هذا أحدهما... انتهى المراد

    وله شاهد من حديث أسماء بنت عميس، عند أحمد(45/ 25)، وابن ماجه(1611) إلا أنه أشد ضعفاً من هذا، ففيه أم عيسى الجزار مجهولة العين، ومجهول العين لا يصلح في الشواهد على الصحيح، وشيختها أم عون مجهولة الحال، واختلف فيه على محمد بن إسحاق؛ فلا يصلح لتقويته. والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم