• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: الصفات التي ترغب في الزواج من المرأة
  • رقم الفتوى: 4548
  • تاريخ الإضافة: 10 شعبان 1441
  • السؤال
    ما الأوصاف المناسبة في المرأة للزواج؟
  • الاجابة

    المرأة التي ينصح الرجل بالزواج بها، هي التي تتصف بالصفات التالية:

    (الودود) المُتحبِّبة إلى زوجها بالكلام الطيب الجميل وبالخدمة والعشرة الحسنة.

    (الولود) التي تلد كثيراً؛ لقول النبي ﷺ: «تزوجوا الوَدُودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة»([1])، في هذا ترغيب في المرأة المتحببة لزوجها، التي تكثر الولادة، وتعرف الولود البكر بالنظر إلى أمها وأخواتها وقريباتها من النساء.

    (البكر) التي لم يُدخل بها ؛ لحديث جابر رضي الله عنه أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم قَالَ له: «يَا جَابِرُ تَزَوَّجْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «بِكْرٌ، أَمْ ثَيِّبٌ؟» قُلْتُ: ثَيِّبٌ، قَالَ: «فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا؟». [2]

    (الجميلة) لأنها أسكن لنفسه، وأغض لبصره، وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح.

    (ذات الحسب) صاحبة الشَّرف، بالآباء والأقارب.

    (ذات الدين) مسلمة طائعة لله.

    (العاقلة) فالعاقلة تفهم عنه وتجتنب ما يغضبه ولا يريده، وتشير عليه، والحمقاء تتعبه، وربما نقلت الحمق لأبنائها.

    فإذا حصل الرجلُ على امرأة جمعت هذه الأوصاف كلَّها فخير على خير؛ لأنه سيحصل من ورائها على خيري الدنيا والآخرة، وإلّا فليأخذ ذات الدين ويقدمها على غيرها؛ لأنها هي التي تعينه على أمر الدنيا والآخرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تُنكَحُ المرأةُ لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فَاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَت يداكَ»([3]).

    اظفر: أي فز بصاحبة الدين؛ لأنّها هي التي تعينك على دينك ودنيك، وهي التي تتقي الله فيك وتعطيك حقوقك.

     تَرِبَتْ يداكَ: أي التصقت يداك بالتراب من الفقر، هذه دعوة بالخسران كانت تستعمل عند العرب، ثم خرجت عن معناها بعد ذلك فصارت تُستعمل للحث على الفعل والترغيب به، والتعجب والتنبيه؛ وما شابه. والله أعلم هذه خلاصة الفتوى 

    قال ابن قدامة في المغني (7/ 108): ويستحب لمن أراد التزوج أن يختار ذات الدين؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «تنكح المرأة لمالها، ولحسبها، ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» متفق عليه.

    ويختار البكر؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتزوجت يا جابر؟ قال: قلت: نعم قال: بكرا أم ثيبا؟ قال: قلت: بل ثيبا قال: فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟» متفق عليه. وعن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواها وأنقى أرحاما» رواه الإمام أحمد، وفي رواية: «وأنتق أرحاما وأرضى باليسير».

    ويستحب أن تكون من نساء يعرفن بكثرة الولادة لما روي عن أنس قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهيا شديدا، ويقول: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» رواه سعيد.
    وروى معقل بن يسار، قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب، إلا أنها لا تلد، أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم» رواه النسائي. وعن علي بن الحسين، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا بني هاشم عليكم بنساء الأعاجم، فالتمسوا أولادهن فإن في أرحامهن البركة».

    ويختار الجميلة؛ لأنها أسكن لنفسه، وأغض لبصره، وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح.
    وقد روي عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «إنما النساء لعب، فإذا اتخذ أحدكم لعبة فليستحسنها» .
    وعن أبي هريرة، قال: «قيل يا رسول الله: أي النساء خير؟ قال التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره» رواه النسائي
    وعن يحيى بن جعدة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير فائدة أفادها المرء المسلم بعد إسلامه، امرأة جميلة، تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه في غيبته في ماله ونفسها» رواه سعيد.

    ويختار ذات العقل، ويجتنب الحمقاء؛ لأن النكاح يراد للعشرة، ولا تصلح العشرة مع الحمقاء ولا يطيب العيش معها، وربما تعدى ذلك إلى ولدها. وقد قيل: اجتنبوا الحمقاء، فإن ولدها ضياع، وصحبتها بلاء.

    ويختار الحسيبة؛ ليكون ولدها نجيبا، فإنه ربما أشبه أهلها، ونزع إليهم.
    وكان يقال: إذا أردت أن تتزوج امرأة فانظر إلى أبيها وأخيها. وعن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم».

    ويختار الأجنبية، فإن ولدها أنجب، ولهذا يقال: اغتربوا لا تضووا يعني: انكحوا الغرائب كي لا تضعف أولادكم. وقال بعضهم: الغرائب أنجب، وبنات العم أصبر؛ ولأنه لا تؤمن العداوة في النكاح، وإفضاؤه إلى الطلاق، فإذا كان في قرابته أفضى إلى قطيعة الرحم المأمور بصلتها والله أعلم. انتهى

    وقال البغوي في شرح السنة (9/ 7): باب اختيار ذات الدين
    قال الله سبحانه وتعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} [الفرقان: 74]... عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ".
    هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن زهير بن حرب، وغيره، عن يحيى بن سعيد
    قوله: لحسبها. قيل: الحسب: الفعال الحسن للرجل، وآبائه، مأخوذ من الحساب، وذلك أنهم إذا تفاخروا، عد كل واحد منهم مناقبه، ومآثر آبائه، وحسبها، فالحسب بالجزم، العد، والمعدود «حسب» بالنصب كالعد والعدد، وقيل: الحسب: عدد ذوي قرابته.
    وقوله: «تربت يداك»، معناه: الحث والتحريض، وأصله الدعاء بالافتقار، ويقال: ترب الرجل: إذا افتقر، وأترب: إذا أيسر ولم يكن قصده به وقوع الأمر، بل هي كلمة جارية على ألسنة العرب، كقولهم: لا أرض لك، ولا أم لك، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصفية حين حاضت: «عقرى حلقي أحابستنا هي».
    معناه: عقر الله جسدها، وأصابها وجع الحلق، ولم يرد به وقوع الأمر، وقيل: قصد به وقوع الأمر، لأنه رأى فيه أن الفقر خير له من الغنى، وقيل: أراد وقوع الأمر لتعديه ذوات الدين إلى ذوات الجمال والمال، معناه: تربت يداك إن لم تفعل ما أمرتك به، والأول أولى.

     وفيه من الفقه مراعاة الكفاءة في المناكح، وأن الدين أولى ما اعتبر منها. انتهى 


    ([1]) أخرجه أبو داود (2050)، والنسائي (3227) من حديث معقل بن يسار ، وأخرجه أحمد (20/63)، وغيره من حديث أنس.

    ([2]) البخاري (2097) ، مسلم ( 715) .

    ([3]) أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466) من حديث أبي هريرة .

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم