7- شق قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام واستخراج حظ الشيطان منه


  • 7- شق قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام واستخراج حظ الشيطان منه

     

    أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ - يَعْنِي ظِئْرَهُ - فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ "، قَالَ أَنَسٌ: «وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ».

     

    (الغلام): الصَّبِيّ من حِين يُولد إِلَى أَن يشب.

    (صرعه): طرحه على الأرض .

    (فشق عن قلبه): فتح صدره وأخرج القلب؛ كما يفعل في العمليات الجراحية .

    (فاستخرج منه عَلَقة): أي: دما غليظا، وهو أم المفاسد والمعاصي في القلب.

    (فقال: هذا حظ الشيطان منك) أي: نصيبه لو دام معك.

    (طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ): الطست إناء كبير، لا يزال الناس عندنا في الشام يسمونه "طست".

    (ثُمَّ لَأَمَهُ): أصلحه .

    (ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ) أي: القلب المخرج أعاده إلى الصدر.

    (يَعْنِي ظِئْرَهُ) أي مرضعته وهي حليمة السعدية .

    (فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ): (فاستقبلوه) أي: توجه جمع من قومها إليه فرأوه (وهو منتقع اللون) أي: متغيره ، يقال انتقع لونه إذا تغير من حزن أو فزع.

    (قال أنس: فكنت أرى أثر المخيط) أي: الإبرة في صدره .

     

    قال أهل العلم: وهذا كان في حال صغره، وإنما بقي أثر ذلك ليذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، ويذكره من يراه، ويعلم أن حظ الشيطان قد نزع من قلبه، فلا يكون عنده - صلى الله عليه وسلم - ريب فيما يقذفه الله تعالى من حق في قلبه، وإن هذا الحديث هو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - صورة ومعنى.

    أقول: فكله حقيقي واقع حساً .

    وقالوا : وفيه أيضًا تنبيه لأمته أنهم إنما يخلصون من أن يكون للشيطان فيهم حظ، بأن يغسلوا بيد الشرع مواضع آثار وساوسه، فإذا عرض الشيطان لأحدهم بوسواس أزال نجاسة الشيطان من قلبه بالطاهر من ماء الشريعة.

     

    كتبه أبو الحسن علي الرملي

    ٤ / ١١ / ١٤٣٩ هجري

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم