10- عمل النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة


  • من صحيح السيرة النبوية
    10-عَملُ النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

    عَمِل النبي صلى الله عليه وسلم هو وجميع الأنبياء في رعي الغنم.

    قال عليه الصلاة والسلام : «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ»، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ».أخرجه البخاري.

    قال الحافظ ابن حجر: قال العلماء: الحكمة في إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يكلفونه من القيام بأمر أمتهم، ولأن في مخالطتها ما يحصل لهم الحلم والشفقة؛ لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى، ونقلها من مسرح إلى مسرح، ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق، وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة؛ ألفوا من ذلك الصبر على الأمة، وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها؛ فجبروا كسرها ورفقوا بضعيفها وأحسنوا التعاهد لها.

    فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة؛ لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم.

    وخصت الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها، ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر، لإمكان ضبط الإبل والبقر بالربط دونها في العادة المألوفة، ومع أكثرية تفرقها فهي أسرع انقياداً من غيرها.

    وفي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بعد أن علم كونه أكرم الخلق على الله؛ ما كان عليه من عظيم التواضع لربه، والتصريح بمنته عليه وعلى إخوانه من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء. انتهى من فتح الباري.

    وعمل عليه الصلاة والسلام في *التجارة*

    ذكر ذلك الزهري وابن إسحاق وغيرهما من أهل السير من غير نكير من أحد منهم فيما وقفت عليه.

    وورد في حديث جابر والسائب وغيرها، ولا يصح.

    والتجارة عمل آبائه وأجداده، وثبت أن عمه أبا طالب خرج به وهو صغير في تجارة إلى الشام، وقد تقدم. والله أعلم

     

    كتبه أبو الحسن علي الرملي

    ٩ / ١١ / ١٤٣٩ هجري

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم