21- بدء الدعوة سراً


  • من صحيح السيرة النبوية

    21- *بدء الدعوة سراً*

    أبرز العقائد التي كانت عليها قريش؛ عبادة غير الله معه من الحجر والشجر، فكانوا يعبدون الأوثان ويتقربون إليها بالدعاء والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادات، كما يفعل عباد القبور اليوم ممن يدعون الإسلام.

    وكانوا لا يؤمنون بالبعث بعد الموت والجزاء؛ لذلك كثر ذكر مسائل التوحيد والبعث في الآيات المكية، فكانت أصل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى التوحيد والإيمان بالبعث والجنة والنار.

    ولما كان كفار قريش يتعصبون لآلهتهم وعقائدهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم سيؤذى بدعوته إلى التوحيد المخالف لعقائدهم، بدأ صلى الله عليه وسلم دعوته سراً، وأسلم في هذه الفترة جمع من أفاضل المهاجرين، منهم العشرة المبشرون بالجنة، ومن تقدم ذكرهم، وفي قصة إسلام عمرو بن عبسة وأبي ذر ما يدل على أن دعوته في البداية كانت سراً.

    *إسلام عمرو بن عبسة*

    قال عمرو بن عبسة السلمي: كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، *وهم يعبدون الأوثان*، فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم *مستخفياً جُرآءُ عليه قومه*- أي تسلط عليه قومه-، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ قال: «أنا نبي»، فقلت: وما نبي؟ قال: «أرسلني الله»، فقلت: وبأي شيء أرسلك، قال: *«أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء»*، قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: «حر، وعبد»، قال: ومعه يومئذ أبو بكر، وبلال ممن آمن به، فقلت: إني متبعك، قال: «إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس، ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني»، قال: فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا الناس: إليه سراع وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله ‍ أتعرفني؟ قال: «نعم، أنت الذي لقيتني بمكة»، قال: فقلت: بلى...انتهى مختصراً. أخرجه مسلم في صحيحه.

     

    كتبه أبو الحسن علي الرملي

    17 / 12 / 1439 هجري

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم