• نوع الفتوى: عقيدة
  • عنوان الفتوى: الحكم على شخص معين بالجنة أو النار
  • رقم الفتوى: 1635
  • تاريخ الإضافة: 2 شعبان 1440
  • السؤال
    هل يجوز الجزم بأن فلاناً من أهل القبلة في الجنة أو في النار؟
  • الاجابة

    لا نشهد لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار؛ إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، لكننا نرجو للمحسن لإحسانه أن يدخله الله الجنة برحمته، ونخاف على المسيء لإساءته أن يكون من أهل النار، وأن يعذبه الله سبحانه وتعالى على إساءته.

     لكننا لا نجزم لأحد معين لا بجنة ولا بنار، فلا ندري بما يختم له، إلا من أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم به.

    جاء ذلك في عقيدة سفيان الثوري وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل المذكورة في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة قال سفيان(1/ 170): لا تشهد لأحد بجنة ولا نار إلا للعشرة الذين شهد لهم رسول الله وكلهم من قريش. انتهى

    وقال علي بن المديني(1/ 185): ولا يشهد على أحد من أهل القبلة بعمل عمله بجنة ولا نار، نرجو للصالح، ونخاف على الطالح المذنب، ونرجو له رحمة الله عز وجل. انتهى

    وقال الإمام أحمد(1/ 175): ولا يشهد على أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار، يرجو للصالح ويخاف عليه، ويخاف على المسيء المذنب ويرجو له رحمة الله.

    قال أبو بكر الإسماعيلي(ت371 هجري) في اعتقاد أئمة الحديث (ص68): ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار؛ لأن علم ذلك يغيب عنهم، لا يدرون على ماذا الموت، أعلى الإسلام، أم على الكفر؟ ولكن يقولون: إن من مات على الإسلام مجتنباً للكبائر والأهواء والآثام، فهو من أهل الجنة، لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [البينة: 7] ولم يذكر عنهم ذنباً {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ - جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} [البينة: 7 - 8] ومن شهد له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعينه وصح له ذلك عنه، فإنهم يشهدون له بذلك، اتباعاً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتصديقاً لقوله. انتهى 

    وقال ابن باز رحمه الله: لا تجوز الشهادة لمعين بجنة أو نار أو نحو ذلك، إلا لمن شهد الله له بذلك في كتابه الكريم أو شهد له رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا هو الذي ذكره أهل العلم من أهل السنة، فمن شهد الله له في كتابه العزيز بالنار كأبي لهب وزوجته، وهكذا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي وبقية العشرة رضي الله عنهم، وغيرهم ممن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة؛ كعبد الله بن سلام وعكاشة بن محصن رضي الله عنهما، أو بالنار كعمه أبي طالب وعمرو بن لحي الخزاعي وغيرهما ممن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار - نعوذ بالله من ذلك - نشهد له بذلك.
    أما من لم يشهد له الله سبحانه ولا رسوله بجنة ولا نار فإنا لا نشهد له بذلك على التعيين، وهكذا لا نشهد لأحد معين بمغفرة أو رحمة إلا بنص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أهل السنة يرجون للمحسن، ويخافون على المسيء، ويشهدون لأهل الإيمان عموما بالجنة، وللكفار عموما بالنار، كما أوضح ذلك سبحانه في كتابه المبين، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا} الآية، من سورة التوبة، وقال تعالى فيها أيضا: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ} الآية، وذهب بعض أهل العلم إلى جواز الشهادة بالجنة أو النار لمن شهد له عدلان أو أكثر بالخير أو الشر؛ لأحاديث صحيحة وردت في ذلك. انتهى من مجموع الفتاوى له (5/ 365).

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم