• نوع الفتوى: عقيدة
  • عنوان الفتوى: حكم من سبَّ الصحابة
  • رقم الفتوى: 1669
  • تاريخ الإضافة: 8 شعبان 1440
  • السؤال
    ما حكم الخوض فيما جرى بين الصحابة، وما حكم من سبَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنقص منهم؟
  • الاجابة

    أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم عند الله تبارك وتعالى منزلة رفيعة عالية؛ لما قاموا به من نُصْرَة دين الله تبارك وتعالى، ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وحفظوا دين الله تبارك وتعالى بحفظ كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبلَّغوها لمن بعدهم بكل أمانة وصدقٍ.

     فعملهم هذا بلغ بهم مكاناً عالياً ومنزلة رفيعة عند الله تبارك وتعالى؛ فأثنى عليهم جل وعلا في كتابه الكريم، وأثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، وجاءت في ذلك أدلة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تُلْزِمُ كل مسلم من بعدهم بأن يعرف لهم فضلهم ومكانتهم وسابقتهم ؛ لذلك أوجب الله تبارك وتعالى علينا هذا.

    وهم بشر يحصل بينهم من الخلاف ما يحصل بين الإخوة عادة، وربما وصل إلى الاقتتال؛ ويكون عن اجتهاد، من أصاب منهم له أجران، ومن أخطأ فله أجر واحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحاكم إذا اجتهد.

    قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، فرضي الله سبحانه وتعالى عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعدَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ولا تُعَدُّ الجنات لمن يَرْتَدُّ عن دين الله ؛ إنما تُعَدُّ الجنات لمن يموت على الإيمان، فهذه الآية ردٌّ على الرافضة الذين يكفرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وردٌّ على كل من سَوَّلَت له نفسه ذلك.

    فالواجب على المسلم أن يتولّى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبهم وينصرهم ويدافع عنهم وأن لا يسمح لأحدٍ أن ينال منهم، وأن يتَرَحَّم عليهم ويستغفر لهم ؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10]

    ولا يجوز ذكر مساوئهم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبُّوا أصحابي ؛ فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً؛ ما بلَغَ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه". متفق عليه.

    فلا يجوز لأحدٍ أن يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء، بل الواجب هو ذكر محاسنهم وفضلهم، ونشر ذلك بين الناس، والسكوت عمّا حصل بينهم من خلافات.

    وأما سَبُّ الصحابة بما يقتضي كُفْرَ أكثرهم؛ فكفرٌ ورِدَّة عن الإسلام؛ لأن ذلك يؤدي إلى الطعن في شريعة الله كلها، فشريعة الله الكتاب والسنة، ما بلغتنا إلا عن طريق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كَفَّر الشخص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو طَعَنَ في عدالتهم ودينهم؛ فقد أفسد الدين كله وضيَّعه، فلذلك من طعن فيهم بذلك فهو كافر مرتدٌ عن دين الله.

    وقد بَيَّن النبي صلى الله عليه وسلم سببَ النهي عن سبِّهم؛ وهو أنهم نصروا دين الله.

    فمن يُحِبُّ هذا الدين؛ يحب من نصره، ومن أبغَضَهُ يُبْغِضُ من نَصَرَه.

    ويجب أن تعلم أن الدين لم يصلنا إلا عن طريقهم فالطعن فيهم يؤدي إلى الطعن في شريعة الله كلها.

    لذلك تجد بعض فرق الكفر كالرافضة تبدأ بالطعن في الصحابة لإبطال دين الله، ويبدؤون بمعاوية بن أبي سفيان لما حصل بينه وبين علي بن أبي طالب ثم يتدرجون ويسقطون الصحابة واحداً بعد الآخر مستفيدين مما حصل من خلاف بين الصحابة، إلى أن يصلوا إلى إثبات أن القرآن والسنة كلها باطلة؛ لأنها جاءت عن طريقهم. وبهذا يكونون قد حققوا ما أرادوا. والله المستعان.

    فمن طعن في واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اتهمناه على ديننا وظننا فيه أنه يريد هدم دين الله فنحذره ونحذر منه. والله أعلم 

    قال الإمام أحمد: «من تنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينطوي إلا على بلية، وله خبيئة سوء، إذا قصد إلى خير الناس، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبك" السنة للخلال (3/ 477)

    وقال: " من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين" . السنة للخلال (3/ 493).

    قال ابن عثيمين في شرحه على لمعة الاعتقاد (ص 152):
    "سب الصحابة على ثلاثة أقسام:
    الأول: أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم أو أن عامتهم فسقوا؛ فهذا كفر؛ لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم، بل من شك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين؛ لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة كفار أو فساق.
    الثاني: أن يسبهم باللعن والتقبيح ففي كفره قولان لأهل العلم، وعلى القول بأنه لا يكفر يجب أن يجلد ويحبس حتى يموت أو يرجع عما قال.
    الثالث: أن يسبهم بما لا يقدح في دينهم، كالجبن والبخل فلا يكفر ولكن يُعَزَّر بما يردعه عن ذلك، ذكر معنى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الصارم المسلول ونقل عن أحمد في (ص: 573)، قوله: لا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص فَمَنْ فعل ذلك أُدِّبَ فإن تاب وإلا جلد في الحبس حتى يموت أو يرجع". انتهى

    وانظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي(7/ 1320).

    وقال الآجري في الشريعة (5/ 2485): ذكر الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمة الله تعالى عليهم أجمعين قال محمد بن الحسين رحمه الله: ينبغي لمن تدبر ما رسمناه من فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائل أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين؛ أن يحبهم ويترحم عليهم ويستغفر لهم، ويتوسل إلى الله الكريم بهم(1) ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا.

     ولا يذكر ما شجر بينهم ولا ينقر عنه ولا يبحث.

     فإن عارضنا جاهل مفتون قد خطئ به عن طريق الرشاد، فقال: لم قاتل فلان لفلان ولم قتل فلان لفلان وفلان؟

     قيل له: ما بنا وبك إلى ذكر هذا حاجة تنفعنا ولا اضطررنا إلى علمها. فإن قال: ولم؟ قيل له: لأنها فتن شاهدها الصحابة رضي الله عنهم فكانوا فيها على حسب ما أراهم العلم بها، وكانوا أعلم بتأويلها من غيرهم، وكانوا أهدى سبيلاً ممن جاء بعدهم؛ لأنهم أهل الجنة، عليهم نزل القرآن، وشاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه، وشهد لهم الله عز وجل بالرضوان والمغفرة والأجر العظيم، وشهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم خير قرن. فكانوا بالله عز وجل أعرف وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبالسنة، ومنهم يؤخذ العلم، وفي قولهم نعيش، وبأحكامهم نحكم، وبأدبهم نتأدب، ولهم نتبع. وبهذا أمرنا.

    فإن قال: وإيش الذي يضرنا من معرفتنا لما جرى بينهم والبحث عنه؟

     قيل له: ما لا شك فيه وذلك أن عقول القوم كانت أكبر من عقولنا، وعقولنا أنقص بكثير، ولا نأمن أن نبحث عما شجر بينهم فنزلّ عن طريق الحق، ونتخلف عما أمرنا فيهم.

    فإن قال: وبم أمرنا فيهم؟

    قيل: أمرنا بالاستغفار لهم والترحم عليهم والمحبة لهم والاتباع لهم.

    دل على ذلك الكتاب والسنة وقول أئمة المسلمين، وما بنا حاجة إلى ذكر ما جرى بينهم، قد صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وصاهرهم وصاهروه، فبالصحبة يغفر الله الكريم لهم، وقد ضمن الله عز وجل في كتابه أن لا يخزي منهم واحداً، وقد ذكر لنا الله تعالى في كتابه أن وصفهم في التوراة والإنجيل، فوصفهم بأجمل الوصف ونعتهم بأحسن النعت، وأخبرنا مولانا الكريم أنه قد تاب عليهم، وإذا تاب عليهم لم يعذب واحداً منهم أبداً، {رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}[المجادلة: 22].

    فإن قال قائل: إنما مرادي من ذلك لأن أكون عالماً بما جرى بينهم، فأكون لم يذهب علي ما كانوا فيه؛ لأني أحب ذلك ولا أجهله.

    قيل له: أنت طالب فتنة لأنك تبحث عما يضرك ولا ينفعك، ولو اشتغلت بإصلاح ما لله عز وجل عليك فيما تعبدك به من أداء فرائضه واجتناب محارمه كان أولى بك. وقيل: ولا سيما في زماننا هذا مع قبح ما قد ظهر فيه من الأهواء الضالة. وقيل له: اشتغالك بمطعمك وملبسك من أين هو؟ أولى بك، وتكسبك لدرهمك من أين هو؟ وفيما تنفقه؟ أولى بك.

    وقيل: لا يأمن أن يكون بتنقيرك وبحثك عما شجر بين القوم إلى أن يميل قلبك فتهوى ما لا يصلح لك أن تهواه ويلعب بك الشيطان، فتسب وتبغض من أمرك الله بمحبته والاستغفار له وباتباعه فتزلّ عن طريق الحق وتسلك طريق الباطل.

    فإن قال: فاذكر لنا من الكتاب والسنة وعمن سلف من علماء المسلمين ما يدل على ما قلت؛ لترد نفوسنا عما تهواه من البحث عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم.

    قيل له: قد تقدم ذكرنا لما ذكرته مما فيه بلاغ وحجة لمن عقل، ونعيد بعض ما ذكرناه ليتيقظ به المؤمن المسترشد إلى طريق الحق: قال الله عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29] . ثم وعدهم بعد ذلك المغفرة والأجر العظيم، وقال الله عز وجل: { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] وقال عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] إلى آخر الآية، وقال عز وجل: { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [التحريم: 8] الآية، وقال عز وجل: {كنتم خير أمة} [آل عمران: 110] الآية. وقال عز وجل {لقد رضي الله عن المؤمنين} [الفتح: 18] إلى آخر الآية.

     ثم إن الله عز وجل أثنى على من جاء بعد الصحابة فاستغفر للصحابة وسأل مولاه الكريم أن لا يجعل في قلبه غلاً لهم، فأثنى الله عز وجل عليه بأحسن ما يكون من الثناء؛ فقال عز وجل: {والذين جاءوا من بعدهم} إلى قوله: {رءوف رحيم} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» . وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل اختار أصحابي على جميع العالمين إلا النبيين والمرسلين، واختار لي من أصحابي أربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً، فجعلهم خير أصحابي، وفي أصحابي كلهم خير، واختار أمتي على سائر الأمم». وقال صلى الله عليه وسلم: «إن مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح» . روي هذا عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فكان الحسن إذا حدث بهذا يقول: قد ذهب ملحنا فكيف نصلح؟ وقال ابن مسعود: إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، وبعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم، يقاتلون على دينه.

    قال محمد بن الحسين رحمه الله: يقال لمن سمع هذا من الله عز وجل ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت عبداً موفقاً للخير اتعظت بما وعظك الله عز وجل به، وإن كنت متبعاً لهواك خشيت عليك أن تكون ممن قال الله عز وجل {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} [القصص: 50] وكنت ممن قال الله عز وجل {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} [الأنفال: 23] .

    ويقال له: من جاء إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يطعن في بعضهم، ويهوى بعضهم، ويذم بعضاً ويمدح بعضاً، فهذا رجل طالب فتنة، وفي الفتنة وقع؛ لأنه واجب عليه محبة الجميع والاستغفار للجميع رضي الله عنهم ونفعنا بحبهم، ونحن نزيدك في البيان ليسلم قلبك للجميع وتدع البحث والتنقير عما شجر بينهم. انتهى والله أعلم 

    وانظر السنة للخلال(3/ 476).

    ـــــــــــــــــــــــــــ

    (1) أي بحبهم واتباعهم فهو من عمله الصالح. والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم