• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: الأذان بألفاظ لم ترد
  • رقم الفتوى: 2365
  • تاريخ الإضافة: 16 شوال 1440
  • السؤال

    هل يجوز الأذان بألفاظ لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، استحسنها الناس؛ كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأذان، ونجعله من الأذان بصوت مرتفع ؟

  • الاجابة

    لا يجوز ذلك، فالنداء يكون بالألفاظ الواردة في الأحاديث الصحيحة، وإن اختلفت، فاختلافها اختلاف تنوّع، فيجوز هذا ويجوز هذا، وهي مذكورة في «الصحيحين » والسنن، ولكن لا يخرج عن الألفاظ الواردة في السنة؛ لأن الأذان تعبدي، والعبادات توقيفية، أي نتعبد بها على حسب ما ورد في النصوص الشرعية فقط بلا زيادة ولا نقصان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" أخرجه مسلم. 

    وقد ورد في بعض الروايات تثنية التكبير الأول، وتربيع الشهادتين، وفي بعضها: تربيع التكبير الأول. وتشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأذان لجميع المسلمين، ولكن لا يوصلها المؤذن بالأذان ويقولها بصوت مرتفع بالمكبر فتصير جزء من الأذان، هذا لا يجوز محدث؛ لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من بعده ولا كان عليه عمل المسلمين. والله أعلم.

    قال ابن عثيمين:  كل ما جاءت به السنة من صفات الأذان فإنه جائز، بل الذي ينبغي: أن يؤذن بهذا تارة، وبهذا تارة إن لم يحصل تشويش وفتنة.
    فعند مالك سبع عشرة جملة، بالتكبير مرتين في أوله مع الترجيع ـ وهو أن يقول الشهادتين سراً في نفسه ثم يقولها جهراً ـ.
    وعند الشافعي تسع عشرة جملة، بالتكبير في أوله أربعاً مع الترجيع، وكل هذا مما جاءت به السنة، فإذا أذنت بهذا مرة وبهذا مرة كان أولى. والقاعدة: «أن العبادات الواردة على وجوه متنوعة، ينبغي للإنسان أن يفعلها على هذه الوجوه». انتهى من الشرع الممتع (2/ 56)

    وسئل ابن باز رحمه الله:

    ما هو حكم الإسلام في زيادة : (حي على خير العمل) في الأذان وهل ثبتت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ وما حكم الصلاة في المساجد التي يؤذّن بحي على خير العمل فيها؟ وهل صحيح أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أذّن بها في إحدى الغزوات، الرجاء إيضاح ذلك بشكل واسع؛ لأنها منتشرة في بلدنا بشكل كبير، ويدّعون أنه لا شيء فيها؟

    فقال: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعـد: فقد ثبتت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيان صفة الأذان، وقد علمه بلالاً ، وعلمه أبا محذورة، والأحاديث في ذلك ثابتة في الصحيحين وغيرهما، وليس فيها : حي على خير العمل، وليس فيها أشهد أن علياً ولي الله، بل هاتان الجملتان من البدع المحدثة في الأذان بعد النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد). يعني مردود، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين. وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). أخرجه مسلم في الصحيح. وأخرج مسلم في الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في خطبة الجمعة: (أما بعـد : فإن خير الكتاب كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعةٍ ضلالة). فالواجب على المؤذنين أن يدعو هذه الزيادة ؛ لأنها غير ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هي من البدع، والآذان الشرعي : الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. هكذا علم النبي - صلى الله عليه وسلم- بلالاً، وكان عبد الله بن زيد بن عبد ربه قد رأى الآذان هكذا ، فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يلقيه على بلال، وكان بلال يؤذن بهذا بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى توفاه الله، وعلم أبا محذورة لما فتح الله عليه مكة علمه الآذان هكذا، إلا أنه زاد في حديث أبي محذورة الترجيع، وهو أن يأتي بالشهادتين بصوتٍ منخفض ثم يعيدها بصوتٍ مرتفع، وليس في أذان أبي محذورة ولا في أذان سعد القرض الذي يؤذن في قباء، ليس في أذانهم هذه الزيادة: حي على خير العمل. ولا الزيادة الأخرى التي يزيدها بعض الناس: أشهد أن علياً ولي الله، هاتان الزيادتان بدعتان.

    فالواجب على المؤذنين في اليمن وغيره وفي كل مكان ترك هذه البدعة، وأن يكتفوا بالأذان الشرعي الثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي علمه مؤذنيه - عليه الصلاة والسلام -، ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية.

    وفي أذان الفجر زيادة: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، هذه ثابتة أيضاً من حديث أنسٍ وغيره في أذان الفجر الذي يؤذن به عند طلوع الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، بعد قوله حي على الفلاح ، وقبل قوله : الله أكبر، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم مرتين في أذان الفجر الذي يؤذن به عند طلوع الفجر.

    أما الأذان الأول الذي يؤذن به قبل طلوع الفجر للتنبيه فهذا الأفضل ترك هذه؛ لأن المراد به التنبيه على قرب الفجر، لكن في الأذان الذي يؤذن به عند طلوع الفجر هذا يقال فيه: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، ثم يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

    وقد ثبت في الصحيح عن البخاري من حديث عائشة - رضي الله عنها - ما يدل على أن قوله الصلاة خير من النوم يقال في الأذان الذي عند طلوع الفجر ويسمى الأول، ويسمى هذا الأذان الأول ؛ لأن بعده الإقامة وهي الأذان الثاني، الإقامة تسمى الأذان الثاني، وهذا الأذان الذي عند طلوع الفجر يسمى الأذان الأول.

    أما الأول الذي يؤتى به في آخر الليل قبل الصبح فهذا يؤتى به للتنبيه، ليعلم الناس أن الفجر قريب حتى يرجع القائم وينتبه النائم، كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم-، قال عليه الصلاة والسلام : (إن بلال يؤذن بليل ليرجع قائمكم ، ويوقظ نائمكم) - عليه الصلاة والسلام-. انتهى المراد من موقع الشيخ رحمه الله(1)

    وقال: وكذلك ما يزيد بعض الناس من الصلاة على النبي مع الأذان عندما يقول: لا إله إلا الله.
    يزيد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رافعاً بها صوته مع الأذان أو في المكبر هذا لا يجوز هذا بدعة، ولكن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه لا في الأذان، إذا ختم الأذان مشروع للمسلم أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محموداً الذي وعدته (إنك لا تخلف الميعاد)(2).
    هذا مشروع لكل مسلم ولكل مسلمة بعد الأذان، والمؤذن كذلك إذا قال: لا إله إلا الله، شرع للجميع بعد ذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي: اللهم صل على محمد، اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه. وإن قال: اللهم صل وسلم - كان أكمل - على نبينا وعلى آله وأصحابه، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة. إلى آخره، لكن لا مع الأذان بل بصوت غير صوت الأذان، بصوت منخفض يسمعه من حوله لا بأس لكن ليس مع الأذان، الأذان ينتهي إذا قال: لا إله إلا الله، يقفل الميكرفون، إذا انتهى الأذان وإن كان بغير الميكرفون كذلك انتهى لا يلحقه شيء ثم يصلي على النبي بينه وبين نفسه، ولا مانع أن يسمعه من حوله ليقتدي به، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة» هكذا قال عليه الصلاة والسلام، رواه مسلم في الصحيح. انتهى باختصار من فتاوى نور على الدرب (6/ 314).

    ـــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) https://binbaz.org.sa/old/29009

    (2) الصحيح أن زيادة إنك لا تخلف الميعاد ضعيفة لا تثبت. والله أعلم 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم