• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: الإحرام في الطائرة والسفينة
  • رقم الفتوى: 2647
  • تاريخ الإضافة: 18 ذو القعدة 1440
  • السؤال
    من أين يحرم من كان مسافراً للحج أو العمرة بالطائرة أو السفينة ؟
  • الاجابة

    من كان في الطائرة والسفينة ونحوِ ذلك، فهذا إذا حاذى الميقات أحرم، ولا يجوز له مجاوزة ذلك إلا وهو محرم، أي إذا صارت الطائرة فوق الميقات إذا كانت تمر به أو إذا صارت السفينة أو الطائرة على نفس المستوى مع أقرب ميقات إليه عندها يحرم.

    يعني يقدر المسافة منه إلى مكة، فإذا كانت تقريباً نفس المسافة من الميقات القريب منه إلى مكة فيكون عندها محاذياً للميقات ويكون الميقات على يمينه أو يساره.

    مثلاً ميقات أهل الشام الجحفة تبعد عن مكة 186 كيلو، فإذا خرج الشامي بالسفينة من ميناء العقبة في البحر الأحمر، وصار بين السفينة وبين مكة 186 كيلو؛ يحرم الحاج أو المعتمر من هناك؛ لأنه يكون حاذى ميقاته الجحفة. 

    والأفضل أن يحرم قبلها بقليل خشية أن يتجاوز محاذاة الميقات وهو غير محرم؛ لأن الإحرام قبل الميقات جائز، وبعد الميقات محرم.

     ودليل المحاذاة، أثر عمر بن الخطاب ﷺ في « الصحيحين »، أن أهل العراق جاؤوه، فقالوا له بأن الميقات الذي وقَّته النبي لأهل نجد - وهو قرن المنازل- بعيد عنهم فلو أنّك تفعل لنا شيئاً ، فقال لهم: « انظروا حذوها من طريقكم »([1]) فحدّ لهم ذات عرق؛ لأنه حذو قرن المنازل، وهو ميقات نجد، فأُخذ من هذا أنّ مَن طريقُه لا تأتي به إلى الميقات فيُحرم من محاذاة الميقات، وكذلك الذي يأتي بالطائرة أو بالسفينة، والله أعلم.

    سئل ابن باز رحمه الله: متى يحرم الحاج والمعتمر القادم عن طريق الجو؟

    فقال: القادم عن طريق الجو أو البحر إذا حاذى الميقات مثل صاحب البر إذا حاذى الميقات أحرم في الجو أو في البحر أو قبله بيسير حتى يحتاط لسرعة الطائرة وسرعة السفينة أو الباخرة. انتهى من مجموع الفتاوى له (17/ 44).

    و سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى-: ما كيفية إحرام القادم إلى مكة جواً؟

    فأجاب بقوله: الإحرام للقادم إلى مكة جواً هو كما أسلفنا من قبل يجب عليه إذا حاذى الميقات أن يحرم، وعلى هذا فيتأهب أولاً بالاغتسال في بيته، ثم يلبس الإحرام قبل أن يصل إلى الميقات، ومن حين أن يصل إلى الميقات ينوي الدخول في النسك ولا يتأخر، لأن الطائرة مرورها سريع فالدقيقة ممكن أن تقطع فيها مسافات طويلة، وهذا أمر يغفل عنه بعض الناس فتجد بعض الناس لا يتأهب، فإذا أعلن موظف الطائرة أنهم وصلوا الميقات ذهب يخلع ثيابه ويلبس ثياب الإحرام، وهذا تقصير جداً، على أن الموظفين في الطائرة- في ما يبدو- بدأوا ينبهون الناس قبل أن يصلوا إلى الميقات بربع ساعة أو نحوها، وهذا عمل يشكرون عليه؛ لأنهم إذا نبهوهم قبل هذه المدة جعلوا للناس فرصة في تغيير ثيابهم وتأهبهم، ولكن في هذه الحال يجب على من أراد الإحرام أن ينتبه للساعة فإذا أعلن الموظف بأنه قد بقي ربع ساعة فينظر إلى ساعته حتى إذا مضى هذا الجزء الذي، هو ربع الساعة أو قبله بدقيقتين أو ثلاث لبى بما يريده من النسك. انتهى مجموع الفتاوى له (21/ 290).


    ([1]) أخرجه البخاري (1531).

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم