• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: ثوب الشهرة
  • رقم الفتوى: 2985
  • تاريخ الإضافة: 12 صَفَر 1441
  • السؤال
    ما حكم لبس ثوب شهرة وهل صح في ذلك شيء ؟
  • الاجابة

     ثوب الشهرة هو الثوب الذي يشتهر به من لبسه بين الناس؛ إما للونه أو لصفته أو لغير ذلك.

    والحديث الوارد في ذلك ضعيف : «من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلّة يوم القيامة»([1]) جاء من حديث ابن عمر وغيره، ولا يصح في هذا الباب شيء.

    وأوله بعض أهل العلم بأن تحريمه يكون بحصول مخالفة شرعية في لبسه كالرياء والكبر والتشبه بالكفار.

    وبما أن الحديث ضعيف فلا يحرم من اللباس إلا ما ثبت تحريمه بأدلة أخرى. والله أعلم

    قال التوربشتي في الميسر في شرح مصابيح السنة (3/ 979): الشهرة: ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس ويشتهر هو به، ويكون ذلك فيما لا يحل لبسه من الثياب، فإن الوعيد على المباح غير جائز، اللهم إلا أن يدخله فساد القصد، كالذي يلبس لباساً يريد به ليشهر نفسه في الناس والزهد والتقشف، أو الذي يتخذ لباساً لا يشاكل لباس أهل الدين وذوي المروءة؛ ليجعل نفسه به ضحكة بين الناس كالمساخرة. وإن ذهب فيه مأول إلى الاشتهار بالعمل الذي يراد به المراءاة، فله محمل؛ فإن الكناية بالثوب عن العمل شائع في كلامهم. انتهى

    وقد تبعه غير واحد على هذا، وربما يكون مسبوقاً بهذا الشرح أيضاً. والله أعلم 


    ([1]) أخرجه أبو داود (4029)، وابن ماجه (3606) عن ابن عمر رضي الله عنهما، مرفوعاً، والصحيح وقفه، وراويه عن ابن عمر المهاجر الشامي مجهول. وأخرجه ابن ماجه (3608) من حديث أبي ذر. من طريق وكيع بن محرز عن عثمان بن الجهم، ووكيع قال فيه غير واحد: لا بأس به، ولكن البخاري قال فيه: عنده عجائب، وعثمان مجهول. قال العقيلي في الضعفاء (4/ 328): الرواية في هذا الباب فيها لين. انتهى

    وقال ابن أبي حاتم في العلل (4/ 342): وسألت أبي عن حديث رواه شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن مهاجر الشامي، عن ابن عمر؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لبس ثوب شهرة، ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة؟
    قال أبي: هذا الحديث موقوف أصح.

    وقال البيهقي في الآداب (484) ورواه ليث بن أبي سليم، عن رجل، عن ابن عمر موقوفاً، ووقفه أيضاً أبو عوانة، عن عثمان بن أبي زرعة، وزاد: «ثم تلهب فيه النار» وروي من أوجه أخرى ضعيفة. وروي عن هارون بن كنانة مرسلاً أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشهرتين: أن تلبس الثياب الحسنة التي ينظر إليه فيها، أو الدنيئة أو الرثة التي ينظر إليه فيها. وقال عمرو بن الحارث: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمراً بين أمرين، وخير الأمور أوساطها» وروينا عن أيوب السختياني أنه قال: كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، والشهرة اليوم في تقصيرها. انتهى

    وذكرها في شعب الإيمان (5816- 5821) وبين عللها هناك.

    وفي الباب من حديث أنس، أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في إتحاف الخيرة المهرة (3980)، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عنبسة وداود بن المحبر. انتهى، وأخرجه الديلمي، بلفظ آخر، كما في المقاصد الحسنة (1173).

    وأخرجه معمر في جامعه - انظر المصنف (19976)- من مرسل شهر بن حوشب. 

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم