• نوع الفتوى: عقيدة
  • عنوان الفتوى: الإرجاء في عدم تكفير تارك ا�
  • رقم الفتوى: 303
  • تاريخ الإضافة: 18 مٌحَرم 1440
  • السؤال
    سؤال إذا سمحتم، هل يصح القول بأن من قال بعدم كفر تارك الصلاة يكون مرجئاً؟
  • الاجابة

    كفر تارك الصلاة مسألة اختلف فيها علماء السلف من أهل السنة والجماعة أهل الحديث، وسنبين اختلافهم ومذاهبهم في فتوى أخرى إن شاء الله.
    والقول بإرجاء من قال بعدم كفر تارك الصلاة هكذا بإطلاق قول باطل، وهو قول بعض الغلاة الذين اتخذوا الغلو منهجاً لهم.
    وقولهم هذا فيه تضليل لأقوال أئمة كبار من التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم ممن نتعلم منهم ديننا، ومنهم مالك والشافعي وأحمد في بعض الروايات عنه.
    والمسألة فيها تفصيل:
    فيقال: من قال بأن الصلاة عمل، والعمل ليس من الإيمان، وكما أن العمل لا يدخل في الإيمان؛ فكذلك لا يكون ترك العمل كفراً، فتارك الصلاة ليس كافراً؛ فهذا مرجئ ولا شك؛ لأنه بنى المسألة على أصل المرجئة، وهو أن العمل ليس من الإيمان.
    وأما من قال بأن العمل من الإيمان، وترك العمل ربما كان كفراً إن دل الدليل على ذلك، ولكن لم يصح دليل على كفر تارك الصلاة؛ فهذا قوله قول لبعض أهل السنة وقد بنى قوله على أصول أهل السنة.

    وقد بَيَّن الفرق بين المرجئة وأهل السنة من الذين قالوا بعدم كفر تارك الصلاة، والفرق بين الخوارج وأهل السنة القائلين بكفر تارك الصلاة؛ ابن عبد البر.

    قال في التمهيد (3/ 336- الفرقان) بعد ذكره للقول بعدم كفر تارك الصلاة: هذا قول قد قال به جماعة من الأئمة ممن يقول: الإيمان قول وعمل، وقالت به المرجئة أيضاً؛ إلا أن المرجئة تقول: المؤمن المقر مستكمل الإيمان.

    وقد ذكرنا اختلاف أئمة أهل السنة والجماعة في تارك الصلاة، فأما أهل البدع؛ فإن المرجئة قالت: تارك الصلاة مؤمن مستكمل الإيمان إذا كان مقراً غير جاحد، ومصدقاً غير مستكبر. وحُكيت هذه المقالة عن أبي حنيفة وسائر المرجئة، وهو قول جهم.

    وقالت المعتزلة: تارك الصلاة فاسق، لا مؤمن ولا كافر، وهو مخلد في النار إلا أن يتوب.

    وقالت الصُّفرية والأزارقة من الخوارج: هو كافر حلال الدم والمال.

    وقالت الإباضية: هو كافر غير أن دمه وماله محرمان. ويسمونه: كافر نعمة. فهذا جميع ما اختلف فيه أهل القبلة في تارك الصلاة. انتهى كلامه رحمه الله.

    فأنت ترى أن المرجئة وافقوا بعض أهل السنة في القول بعدم كفر تارك الصلاة؛ لكنهم بنوا قولهم على أصلهم الفاسد، وأهل السنة قولهم مبني على اتباع الدليل.
    والخوارج وافقوا بعض أهل السنة في كفر تارك الصلاة؛ ولكنهم بنوه على أصلهم الفاسد، وأهل السنة بنوه على اتباع الدليل.

    وأصل أهل السنة الذين قالوا بالقولين واحد، وهو أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، ووجوب اتباع الدليل في الحكم على ترك فريضة من الفرائض. والله أعلم

     


     

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم