• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: بسط الذراعين في الصلاة أثناء السجود
  • رقم الفتوى: 3415
  • تاريخ الإضافة: 28 ربيع الأول 1441
  • السؤال
    ما حكم وضع اليدين الكفين مع المرفقين على الأرض عند السجود في الصلاة ؟
  • الاجابة

    يكره افتراش الذراعين في السجود، والمشروع وضع الكفين فقط على الأرض ورفع المرفقين؛ لقول النبي ﷺ: « اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلبِ »([1])، وذلك بأن يضع يديه إلى المرفقين على الأرض عند السجود كما يفعل الكلب، وقد نهينا عن التشبه بالحيوانات ، والله أعلم.

    قال النووي في شرح صحيح مسلم (4/ 209): ينبغي للساجد أن يضع كفيه على الأرض، ويرفع مرفقيه عن الأرض، وعن جنبيه، رفعاً بليغاً بحيث يظهر باطن إبطيه إذا لم يكن مستوراً، وهذا أدب متفق على استحبابه، فلو تركه كان مسيئاً، مرتكباً لنهي التنزيه، وصلاته صحيحة. والله أعلم. انتهى

    قال ابن عثيمين في الشرح الممتع (3/ 231): يكره أن يفترش ذراعيه حال السجود، وإنما قال: «ساجداً» لأن هذا هو الواقع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اعتدلوا في السجود؛ ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب»؛ لأن الإنسان لا ينبغي أن يتشبه بالحيوان، فإن الله لم يذكر تشبيه الإنسان بالحيوان إلا في مقام الذم، كما قال تعالى: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً} [الجمعة: 5] وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يتكلم والإمام يخطب: «كمثل الحمار يحمل أسفارا».
    وقال تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} {ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} [الأعراف: 175، 176] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه، ليس لنا مثل السوء». إذا؛ فالإنسان لا يشبه بالحيوان إلا في حال الذم، وبناء على ذلك نقول: إذا كان التشبه بالحيوان في غير الصلاة مذموماً؛ ففي الصلاة من باب أولى. فيجافي ذراعيه، ويرفعهما عن الأرض، إلا أن الفقهاء رحمهم الله قالوا: إذا طال السجود وشق عليه؛ فله أن يعتمد بمرفقيه على ركبتيه؛ لأن هذا مما فيه تيسير على المكلف، والشارع يريد منا اليسر، ومن ثم شرعت جلسة الاستراحة لمن يتثاقل أن ينهض بدون جلوس. انتهى

    وقال ابن رجب الحنبلي في فتح الباري (7/ 279): وفي النهي عن افتراش الذراعين في السجود أحاديث أخر:
    وقد خرج مسلم من حديث عائشة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع.
    ومن حديث البراء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا سجدت فضع يديك، وارفع مرفقيك".
    وقد ذكر الترمذي أن العمل على هذا عند أهل العلم، يختارون الاعتدال في السجود.
    وهذا يشعر بحكاية الإجماع عليه، وهو قول جمهور العلماء، وروي ذلك عن علي وابن عباس وابن عمر.
    وفي المسند عن شعبة مولى ابن عباس، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: أن مولاك إذا سجد وضع رأسه وذراعيه وصدره بالأرض، فقال له ابن عباس: ما يحملك على ما تصنع؟ قال: التواضع. قال: هكذا ربضة الكلب، رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد رئي بياض إبطيه. 

    ولكن؛ روي عن ابن مسعود، أنه كان يفرش ذراعيه.
    قال الإمام أحمد - في رواية ابنه عبد الله -: كان ابن مسعود يذهب إلى ثلاثة أشياء: إلى التطبيق، وإلى افتراش الذراعين، وإذا كانوا يقوم في وسطهم، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجافي في السجود، ولم تبلغه هذه الآثار.
    وروى ابن أبي شيبة من غير وجه، عن ابن مسعود، أنه قال: اسجدوا حتى بالمرفق.
    وبإسناده، عن الحكم بن الأعرج، قال: أخبرني من رأى أبا ذر مسوداً ما بين رصغه إلى مرفقه.
    وقوله: (اعتدلوا في السجود) يريد به: اعتدال الظهر فيه، وذلك لا يكون مع افتراش الذراعين، إنما يكون مع التجافي.
    وقول أبي حميد: (ولا قابضهما) ، يعني: أنه بسط كفيه، ولم يقبضهما. انتهى


    (1) أخرجه البخاري (822)، ومسلم (493) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم