• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: ركعات الضحى
  • رقم الفتوى: 3465
  • تاريخ الإضافة: 4 ربيع الآخر 1441
  • السؤال
    كم عدد ركعات صلاة الضحى ؟
  • الاجابة

    أقل صلاة الضحى ركعتان؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت، صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر» متفق عليه.

    وفي رواية مسلم: «وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد»([1]).

    ويجوز أربع ركعات، يصلي ركعتين ويسلم، ثم يصلي ركعتين، وكذلك يفعل في ست ركعات.

    وأكثرها ثمان ركعات؛ لحديث أم هانئ، قال ابن أبي ليلى: «ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي ﷺ صلى الضحى غير أم هانئ ذكرت أن النبي ﷺ يوم فتح مكة اغتسل في بيتها، فصلى ثماني ركعات، فما رأيته صلى صلاة أخف منها غير أنه يُتم الركوع والسجود» متفق عليه([2])، ولا يصح شيء في أكثر من ثمان.

    وأما القول بأنه لا حدّ لأكثرها؛ فضعيف؛ لأنه مبني على قول عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله ﷺ يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله»([3])، والصحيح عنها أنه لم تر النبي صلى الله عليه وسلم يصليها قط. والله أعلم 

    قال النووي في شرح صحيح مسلم عند شرح حديث أم هانئ (4/ 29): (ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى) هذا اللفظ فيه فائدة لطيفة وهي أن صلاة الضحى ثمان ركعات، وموضع الدلالة كونها قالت: سبحة الضحى، وهذا تصريح بأن هذا سنة مقررة معروفة، وصلاها بنية الضحى، بخلاف الرواية الأخرى صلى ثمان ركعات، وذلك ضحى؛ فإن من الناس من يتوهم منه خلاف الصواب، فيقول: ليس في هذا دليل على أن الضحى ثمان ركعات، ويزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في هذا الوقت ثمان ركعات بسبب فتح مكة لا لكونها الضحى، فهذا الخيال الذي يتعلق به هذا القائل في هذا اللفظ، لايتأتى له في قولها: سبحة الضحى، ولم تزل الناس قديماً وحديثاً يحتجون بهذا الحديث على إثبات الضحى ثمان ركعات. انتهى 

    وقال(5/ 233): قولها: وذلك ضحى، استدل به أصحابنا وجماهير العلماء على استحباب جعل الضحى ثمان ركعات، وتوقف فيه القاضي وغيره ومنعوا دلالته، قالوا: لأنها إنما أخبرت عن وقت صلاته لا عن نيتها، فلعلها كانت صلاة شكر الله تعالى على الفتح، وهذا الذي قالوه فاسد، بل الصواب صحة الاستدلال به، فقد ثبت عن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح صلى سبحة الضحى ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين. رواه أبو داود في سننه بهذا اللفظ بإسناد صحيح على شرط البخاري. والله أعلم

    انظر أقوال العلماء في المسألة في فتح الباري (3/ 54- شرح الحديث 1176)، وانظر الفتوى رقم (3464).


    (1) أخرجه البخاري (1178)، ومسلم (721). 

    (2) أخرجه البخاري (1103)، ومسلم (336).

    (3) أخرجه مسلم (719) عن عائشة رضي الله عنها. ولكنه حديث منتقد: قال ابن رجب الحنبلي في شرح العلل: أنكره أحمد، والأثرم، وابن عبد البر وغيرهم، وردوه بأن الصحيح عن عائشة قالت: ما سبح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبحه الضحى قط.

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم