• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: وقت قيام الليل
  • رقم الفتوى: 3474
  • تاريخ الإضافة: 7 ربيع الآخر 1441
  • السؤال
    يظن كثير من العامة أن صلاة الليل لا تشرع إلا بعد النوم من الليل، فهل هذا صحيح؟
  • الاجابة

    لا، هذا غير صحيح، وقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الصادق، فله أن يصلي قبل أن ينام؛ لحديث أنس في صحيح البخاري (1141): «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته».

    قال ابن حجر في فتح الباري (3/ 23): "أي إن صلاته ونومه كان يختلف بالليل، ولا يرتب وقتاً معيناً، بل بحسب ما تيسر له القيام. انتهى.

    والوتر من صلاة الليل كما قال ابن عبد البر(1)، وقد أوتر النبي صلى الله عليه وسلم في أول الليل وأوسطه وآخره(2) وأوصى أبا هريرة بالوتر قبل النوم(3).

    ولكن أفضل وقتها الثلث الأخير من الليل، تقسم الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق على ثلاثة تعرفه إن شاء الله. والله أعلم 

    قال ابن الملقن في الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (5/ 346):  تقدم الكلام على قيام كل الليل أيضاً فيه، وأما قيام بعضه فسنَّة ثابتة، وأفضل قيامه في النصف الأخير، وأي وقت قام منه كان آتياً بالسنَّة، وكان فاعله ممن يجافي جنبه عن المضاجع، حتى ورد ذلك في حق من قام بين المغرب والعشاء لكن القيام بين المغرب والعشاء لا يسمى تهجداً، بل التهجد في عرف الشرع من قام بين فعل العشاء ونومه وطلوع الفجر. ووسط الليل أفضل من الأول والأخير، وإن كانت الصلاة آخر الليل مشهودة؛ لأن الغفلة فيه أكثر وأفضل من هذا السدس.انتهى

    وقال ابن باز رحمه الله : التهجد يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى آخر الليل، كله تهجد، والأفضل آخر الليل لمن يتيسر له ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل» رواه مسلم في الصحيح، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه» قال: «هي أحب الصلاة» وقال عليه الصلاة والسلام: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» متفق على صحته، هذا يدل على مشروعية القيام آخر الليل، وأنه أفضل، وأنه مظنة الاستجابة، يقول الرب: «من يدعوني فأستجيب له؟» وهكذا، جوف الليل، صلاة داود، الثلث الرابع والخامس، كلها مظنة الإجابة، وكلها محل فضل بالصلاة والتهجد، وذلك أفضل من أول الليل، لكن من كان يخشى ألا يقوم من آخر الليل فإنه يشرع له الإيتار في أول الليل، بعد صلاة العشاء قبل أن ينام...انتهى المراد من فتاوى نور على الدرب (10/ 32).

    وقال (10/ 62): صلاة الليل ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كله صلاة الليل، إذا فرغ من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، لكن الأفضل في آخر الليل، أو في جوف الليل، وإن صليته قبل أن تنام فذلك أيضا طيب وخير إذا كنت تخشى ألا تقوم من آخر الليل، فالأفضل أن تصلي في أول الليل، قبل أن تنام، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بالإيتار قبل النوم، فكل إنسان أعلم بنفسه، فإذا كان يستطيع القيام في آخر الليل فهذا أفضل، وإلا صلى في أول الليل. انتهى 

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) قال في التمهيد (8/ 124): والوتر سنة، وهو من صلاة الليل؛ لأنه بها سمي وتراً، وإنما هو وتر لها. انتهى 

    (2) أخرجه البخاري (996)، ومسلم (745) عن عائشة، قالت: «مِن كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أول الليل، وأوسطه، وآخره، فانتهى وتره إلى السحر». 

    (3) أخرجه البخاري (1981)، ومسلم (721) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام».

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم