• نوع الفتوى: فقه
  • عنوان الفتوى: عدد ركعات قيام الليل
  • رقم الفتوى: 3475
  • تاريخ الإضافة: 7 ربيع الآخر 1441
  • السؤال
    كم ركعة يمكنني أن أصلي في قيام الليل ؟
  • الاجابة

    صلاة قيام الليل أقلها ركعتان، وأما أكثرها، فقالت عائشة: ما زاد النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة(1)، هذا ما رأته رضي الله عنها، وصح عنه أنه صلى ثلاث عشرة ركعة (2) هذا ما رآه ابن عباس رضي الله عنهما، فذهب بعض العلماء المعاصرين إلى عدم جواز الزيادة على ذلك.

    ولكنه مجرّد فعل منه ﷺ لا يدلّ على أن أكثر من ذلك لا يجوز، فقد صحّ عن السلف من الصحابة وغيرهم أنهم كانوا يزيدون على ذلك، ولم يرد عن أحد منهم أنه منع الزيادة فيما نعلم.

    فلك أن تصلي ركعتين أو أربعاً أو ستاً من غير حد للأكثر، على حسب استطاعتك، ولكن الأفضل الوقوف عند السنة. والله أعلم هذه خلاصة الفتوى.

    قال ابن عبد البر في التمهيد(21/ 69): وأكثر الآثار على أن صلاته كانت بالوتر إحدى عشرة ركعة، وقد روي ثلاث عشرة ركعة، فمنهم من قال فيها ركعتا الفجر، ومنهم من قال: إنها زيادة حفظها من تقبل زيادته بما نقل منها، ولا يضرها تقصير من قصر عنها، وكيف كان الأمر فلا خلاف بين المسلمين أن صلاة الليل ليس فيها حد محدود، وأنها نافلة وفعل خير وعمل بر، فمن شاء استقل ومن شاء استكثر. انتهى 

    وقال القاضي عياض في إكمال المعلم(3/ 82): "ولا خلاف أنه ليس فى ذلك حدٌّ لا يزاد عليه ولا ينقص منه، وأن صلاة الليل من الفضائل والرغائب التى كلما زيد فيها زيد فى الأجر والفضل، وإنما الخلاف فى فعل النبى صلى الله عليه وسلم وما اختاره لنفسه" . انتهى ونقله جمع من أهل العلم عنه وأقروه عليه. والله أعلم 

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ([1]) أخرجه البخاري (1147)، ومسلم (738) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أنه سأل عائشة رضي الله عنها، كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً».

    ([2]) أخرجه البخاري (183)، ومسلم (763) عن كريب، مولى ابن عباس، أن ابن عباس أخبره، أنه بات ليلة عند ميمونة أم المؤمنين، وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام فصلى، قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاء المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.

جميع الحقوق متاحة بشرط العزو للموقع © 2024 موقع معهد الدين القيم